أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ القوات الأوكرانية حققت "تقدمًا كبيرًا" في هجومها المضاد الذي تشنه ضد الجيش الروسي، لكنه اعتبر أن الهجوم لا يزال في أيامه الأولى.
جاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي في وقت أحكمت فيه القوات الأوكرانية قبضتها على حوالي 3 آلاف كيلومتر مربع شرقي البلاد في إطار عملياتها العسكرية واسعة النطاق.
واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على عشرات البلدات في الأيام القليلة الماضية، بعد أنّ تخلت موسكو عن معقلها الرئيس شمالي شرق أوكرانيا يوم السبت الماضي في أسوأ هزيمة لها منذ الأيام الأولى للحرب.
"الصراع سيستمر"
وفي مؤتمر صحافي خلال زيارته إلى المكسيك، قال بلينكن: "ما فعلوه خُطط له تخطيطًا منهجيًا للغاية وبالطبع استفادوا من الدعم الكبير من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في ما يتعلق بالتأكد من أن أوكرانيا لديها العتاد الذي تحتاجه لمواصلة هذا الهجوم المضاد".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أنّ الصراع في أوكرانيا من المرجح أن يستمر لبعض الوقت، إذ لا يزال لدى روسيا قوات وأسلحة كثيرة للغاية في أوكرانيا تستخدمها "بشكل عشوائي" ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأوضح: "روسيا قامت بهذا العدوان. أعتقد أنه بالنظر إلى الثمن الذي تدفعه، يمكنها أن توقفه ويجب عليها ذلك".
القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على عدة مناطق في #خاركيف وتواصل التقدم شرقا تقرير: صالح عياد#العربي_اليوم #أوكرانيا #العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/HSrxFhEGuW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 12, 2022
"ضربة موجعة" للروس
وتمكنت القوات الأوكرانية بعد قتال لستة أيام متتالية من انتزاع السيطرة على بالاكليا وكوبنيانغس، إضافة إلى مدينة إيزيوم الإستراتيجية في أقل من أسبوع، وذلك تزامنًا مع مرور 100 يوم على بدء الهجوم الروسي.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ قواته حررت المئات من البلدات خلال الهجوم المضاد الذي شنته لاستعادة المناطق التي تحتلها القوات الروسية.
ويشكل التقدم العسكري الأوكراني ضربة لوجستية قوية لموسكو، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، إذ تعتمد القوات الروسية على سكك الحديد في المناطق الواقعة شرقي خاركيف من أجل نقل المؤن والعتاد.
تحول على خطوط القتال
وقالت بريطانيا أيضًا إنّ روسيا أمرت بسحب قواتها من منطقة خاركيف بالكامل، فيما لم تقدم موسكو أيّ تصريحات واضحة بالخصوص واكتفت بعرض خرائط أظهرت تراجعًا للوجود الروسي في المنطقة.
وبينما تحتفل كييف بانتصارها تتلقى ضربة تشل الكهرباء كليًا في منطقتي خاركيف ودونيتسك وجزئيًا في زاباروجيا ودنيبروبتروفسك وسومي، حيث يقول زيلينسكي: إنّ مصدرها روسي.
وكان التحول الأخير على خطوط القتال له حوافز جلية، فشتاء أوروبا القارس قد يكون أقسى على كييف من أي وقت مضى، في ظل التوقعات بتضاؤل دعم الغرب المقدم لأوكرانيا مع انغماسه في أزمة الطاقة وتطوراتها الأخيرة.