السبت 16 نوفمبر / November 2024

انهيار قطاع الكهرباء في لبنان.. الأموال غير متوفرة والبدائل ليست حلًا

انهيار قطاع الكهرباء في لبنان.. الأموال غير متوفرة والبدائل ليست حلًا

شارك القصة

وصل انقطاع التيار الكهربائي في لبنان إلى 20 ساعة في اليوم، بعد إعلان مؤسسة كهرباء لبنان زيادة عدد ساعات التقنين (غيتي)
وصل انقطاع التيار الكهربائي في لبنان إلى 20 ساعة في اليوم بعد إعلان مؤسسة الكهرباء زيادة عدد ساعات التقنين (غيتي)
لم تعد المولّدات الكهربائية الخاصة تشكّل بديلًا، بعدما توقّف الكثير منها عن مدّ الأحياء بأكثر من 10 ساعات بالكهرباء بسبب ندرة مادة المازوت وارتفاع أسعارها.

منذ عقود، أنفِقت عشرات مليارات الدولارات على قطاع الكهرباء في لبنان، من دون أن يبصر اللبنانيون نورها بشكل منتظم، لتأتي الأزمات المتلاحقة لتكشف حجم الفساد في قطاع تتحمّل الحكومات المتعاقبة مسؤولية انهياره.

وفي جديد الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في لبنان، فقد وصل إلى 20 ساعة في اليوم، بعد إعلان مؤسسة كهرباء لبنان زيادة عدد ساعات التقنين.

ولم تعد المولّدات الكهربائية الخاصة تشكّل بديلًا مُتاحًا، بعدما توقّف الكثير منها عن مدّ الأحياء بأكثر من 10 ساعات بالكهرباء بسبب ندرة مادة المازوت التي تُستخدم لتشغيل المولدات وارتفاع أسعارها.

وقد أدّى هذا الأمر إلى أزمة من نوع آخر، حيث دفع الانقطاع المستمر ببعض متاجر المواد الغذائية في بيروت إلى التوقف عن بيع الأجبان والألبان والمنتوجات التي تحتاج إلى التبريد المكثّف.

لا أموال مرصودة لشركة كهرباء لبنان

وتعتبر الخبيرة في شؤون الطاقة لوري هايتيان أنّ المشكلة الأساسية اليوم هي عدم توفر الأموال، لا سيما وأنه ليس هنالك من سلفة لشركة كهرباء لبنان لتدفع ثمن "الفيول أويل" الذي هو مصدر الطاقة للشركة.

وتوضح هايتيان، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنّ لبنان ليس لديه أيّ نوع من مشتقات النفط وبالتالي هو يشتري مشتقات النفط من الخارج.

وتقول: "اليوم الشركة بحاجة إلى هذا الفيول لتوليد الكهرباء وهذا ما لا تحصل عليه وطالما ليس هناك من بواخر تأتي للشركة ليس هناك من إمكانية لتوليد الطاقة".

وتشرح أنّه في السابق، كان هنالك سلفة مليار و200 مليون دولار كانت تعطى لشركة كهرباء لبنان على أمل أن تعيد الشركة هذه الأموال، لكنّها لم تكن تعيدها لأن الشركة لديها خسائر سنوية متراكمة ولا تحصّل الجباية.

لا حل إلا عبر حكومة إنقاذية

وفيما تخلص هايتيان إلى أنّ المشكلة الأساسية اليوم أن لا أموال مرصودة لشركة كهرباء لبنان لشراء الفيول، تلفت إلى بعض "البدائل"، حيث تحاول الحكومة اللبنانية شراء الفيول من العراق بطريقة دفع قد تكون مسهَّلة أو ميسّرة.

لكنّها تشدّد على أنّ كل هذه الحلول آنية، وهي ليست حلولًا طويلة الأمد، وبالتالي ستظل هناك مشكلة كبيرة طالما أنه ليس هناك من انتظام سياسي ومالي واقتصادي في البلاد.

وتشدّد على أنّه "ليس هناك من حل إلا عبر حكومة إنقاذية تبدأ مباشرة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي ليكون هنالك نوع من الالتزام وضخ الأموال لنتمكن من بناء محطات الكهرباء التي نحن بحاجة إليها، وبالتالي النقل إلى الغاز بدل الفيول أويل الذي يعتبر أفضل للبيئة وسعره أرخص".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close