بابا الفاتيكان السابق يواجه دعوى اعتداء جنسي على الأطفال.. ما مدى تورطه؟

أفادت وكالة الأنباء الألمانية الكاثوليكية KNA، أمس الأربعاء، بأن أحد ضحايا الاعتداء الجنسي داخل المؤسسة الكنسية تقدم بدعوى تجاه عدد من رجال الدين في أبرشية ميونيخ وفريسينغ.

وقال محامي الرجل البالغ من العمر 38 عامًا إنّ الإجراءات القانونية قد تفضي إلى إثبات أن البابا السابق للفاتكيان بنديكت كان مسؤولاً جزئيًا عن فضيحة الإساءة من خلال ما يسمى بـ "الإجراء التوضيحي"، حسبما ذكرت الإذاعة العامة "بايريشر روندفانك" أمس الأربعاء. 

وهذا الإجراء يحمل أن البابا السابق الذي كان رئيسًا لأساقفة ميونيخ وفريسينغ من عام 1977 إلى عام 1982، كان مسؤولًا عن تعيين الكاهن المساعد في بافاريا المتهم بالاعتداء على الضحية، رغم علمه بالتجاوزات التي يقوم بها الأخير. 

نفي البابا السابق

وكان تقرير صادر خلال شهر يناير/ كانون الثاني عن الانتهاكات التي وقعت في الأبرشية من عام 1945 إلى عام 2019، قد اتهم بنديكت بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات ضد قساوسة في أربع قضايا اعتداء، خلال توليه منصب رئيس أساقفة ميونيخ.

وينفي البابا السابق هذه المعرفة مؤكدًا أنه لم يشارك في قرار تعيين أي رجل الدين. فيما استند المحامي في الدعوى إلى مرسوم قانوني في القضية من عام 2016، وإلى دراسة أجرتها شركة محاماة في ميونيخ من عام 2022. تتضمن نصًا يقول إن مسؤولي الكنيسة في ذلك الوقت قد انتهكوا واجباتهم. وزعم تقرير مكتب المحاماة أن رؤساء أساقفة ميونيخ مسؤولون جزئيًا عن حالات إساءة المعاملة.

القس "بيتر هيتش"

ويدعي الضحية في تفاصيل القضية، بأن القس بيتر هيتش اعتدى عليه جنسيًا في الأبرشية، حين كان يبلغ من العمر 11 عامًا، وعرض عليه مواد إباحية.

وكان هيتش قد اتهم بعدة اعتداءات جنسية على القاصرين خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي، قبل أن تقرر الأبرشية إرساله "للعلاج" عام 1980 إلى مركز متخصص في مدينة ميونخ. لكن بعد ذلك بوقت قصير، أعيد هيتش إلى الأبرشية.

وعام 1986، أدين القس من محكمة جنائية مع وقف التنفيذ بتهمة الإعتداء على العديد من الأطفال. ورغم ذلك، تم تعيينه مرة أخرى في الأبرشية، وعام 2010، أُعفي من مهامه، قبل أن يتم فصله من قبل رجال الدين بناءً على طلبه خلال الشهر الجاري. 

أرقام مرعبة

كذلك أعلن رئيس أساقفة ميونيخ راينهارد ماركس أول الشهر الحالي، أنه طلب من البابا فرنسيس إعفاءه من مهامه، معترفًا بـ "فشل" الكنيسة الكاثوليكية في "كارثة الاعتداءات الجنسية" داخل المؤسسة.

وأظهر تقرير نشر في 2018 بتكليف من مؤتمر الأساقفة الألمان خلال رئاسة ماركس؛ أن 1670 رجل دين ارتكبوا اعتداء جنسيًا ما بحق 3677 قاصرًا، غالبيتهم صبيان، بين الأعوام 1946 و2014.

وكانت لجنة تحقيق مستقلة قد كشفت تقريرًا نشر في 18 مارس/ آذار الماضي بأن نحو 314 قاصرًا تعرضوا لعنف جنسي من قبل 202 من رجال دين أو علمانيين بين عامي 1975 و2018 في أبرشية كولونيا، وهي أكبر أبرشيات ألمانيا.