الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بالغاز والرصاص.. الاحتلال يقمع مسيرة تطالب بجثامين الشهداء في الضفة

بالغاز والرصاص.. الاحتلال يقمع مسيرة تطالب بجثامين الشهداء في الضفة

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول مسيرة الخلود في الضفة التي طالبت باسترداد جثامين الشهداء (الصورة: وسائل التواصل)
أفاد مراسل "العربي" بأن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق، بينهم مسنون ونساء، وجرى علاجهم ميدانيًا من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، المشاركين في مسيرة تطالب باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.

وكانت المسيرة التي حملت عنوان "مسيرة الخلود"، قد انطلقت من أمام مدخل مخيم الأمعري في البيرة، بمشاركة والدة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، إلى جانب العشرات من المواطنين، وممثلين عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وفصائل العمل الوطني، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، ومؤسسات الأسرى.

ورُفع في المسيرة نعشٌ فارغ وصور للشهداء المحتجزة جثامينهم، بحسب مراسل "العربي".

كما شهدت محافظات بالضفة الغربية اليوم مسيرات شعبية للمطالبة باسترداد جثامين فلسطينيين تحتجزها إسرائيل.

"قمع بالقنابل والرصاص"

وأفاد مراسل "العربي"، أن جنود الاحتلال استهدفوا المشاركين بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي.

وأضاف أن قوات الاحتلال استهدفت أيضًا مركبات الفلسطينيين التي لم تشكل أي خطر على الجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وأشار مراسلنا إلى وصول المزيد من التعزيزات العسكرية الإسرائيلية إلى حاجز قلنديا، مع وتوافد العديد من المتظاهرين الفلسطينيين الذين يطالبون بتسليم جثامين أبنائهم.

وتابع أن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق، بينهم مسنون ونساء، وجرى علاجهم ميدانيًا من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال اعتدت أيضًا على الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأحداث، بهدف منعهم من إيصال الصورة.

وتقدم المسيرة المسنة لطيفة أبو حميد، والدة الأسير ناصر أبو حميد الذي استشهد في سجنه يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري متأثرًا بإصابته بمرض السرطان، وقررت إسرائيل احتجاز جثمانه.

وقالت والدة أبو حميد للصحافيين خلال مشاركتها في المسيرة، إن غاية أمنيتها أن تستقبل جثمان ابنها وتدفنه.

وأضافت: "نريد أبناءنا، أريد ابني لأضمه وأحضنه، ليخرجوه من الثلاجات، أريد أن أقبله وأدفنه".

وأوضحت أنها ستستمر في مساعي استعادة جثمان نجلها، تنفيذًا لوصيته بالدفن في أرض فلسطين، وحتى تتمكن من استقبال المعزين باستشهاده.

ممارسات الاحتلال القمعية

بدوره، شدّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، على أن مسيرة اليوم "تشكل دليلاً على أن شعبنا الفلسطيني يلتف حول مناضليه وأسراه، لكن هناك حاجة للمزيد من التضامن على الصعيدين الرسمي والشعبي لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته".

وقال أبو بكر: "دول العالم يجب أن تقف في وجه ممارسات الاحتلال القمعية، إن كان داخل السجون أو خارجها، كالإعدام الميداني أو القتل الممنهج داخل السجون، عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد".

وأكد أن المجتمع الدولي مقصر ويحمل وصمة عار بأن يبقى في سجون الاحتلال 550 أسيرًا من أصحاب المؤبدات، وأكثر من 350 أسيرًا أمضوا أكثر من 20 عامًا خلف القضبان.

وأضاف: "المجتمع الدولي يدعم أوكرانيا في أزمتها مع روسيا، في الوقت الذي يلتزم فيه الصمت إزاء ما يواجهه الفلسطينيون من مجازر وانتهاكات على يد سلطات الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود".

وقفات للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء

وفي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، شارك عدد من أهالي الشهداء، والمؤسسات الرسمية والأهلية اليوم الثلاثاء، في وقفة للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة بثلاجات الاحتلال ومقابر لأرقام، وذلك في ساحة المهد.

ودعا أهالي الشهداء المجتمع الدولي إلى وقف الجرائم المنظمة باحتجاز جثامين الشهداء سواء في الثلاجات أو مقابر الأرقام، معتبرين أن ذلك يشكل سياسة انتقامية وعقابًا جماعيًا وانتهاكًا بشعًا لكل الأعراف الإنسانية والدولية.

كما نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وقفة تضامنية مع عائلة الشهيد ناصر أبو حميد، مطالبة بالإفراج عن جثمانه وجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" يبلغ عدد الجثامين المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام 118 جثمانًا لفلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ عام 2015، إضافة إلى 256 جثمانًا محتجزًا في مقابر الأرقام منذ بدء الاحتلال عام 1967.

و"مقابر الأرقام" مدافن بسيطة محاطة بالحجارة دون شواهد، ومثبّت فوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقمًا باسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.

وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا يجيز للقائد العسكري الإسرائيلي احتجاز جثامين فلسطينيين قتلهم الجيش ودفنهم مؤقتًا لأغراض استعمالهم "أوراق تفاوض مستقبلية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة