أضربت محافظات الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، حدادًا على الشهيد الأسير ناصر أبو حميد الذي استشهد في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي بعد أكثر من ثلاثة عقود من الأسر، وبعد نحو عام ونصف العام من معاناته مع مرض السرطان.
وقالت عائلة الشهيد إنها ستبقى في حالة الحداد حتى تتحرر جثمانه وسائر جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت لطيفة أبو حميد والدة الشهيد لـ"العربي" أنها تطالب بإطلاق سراح جثمان ناصر بعد استشهاده، مؤكدة أن "كرامته أن يدفن بين أهله وليس في ثلاجات العدو".
وشهدت الضفة الغربية حالة من الغضب والمسيرات الاحتجاجية والإضرابات على خلفية احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجثمان الشهيد الأسير ورفض تسليمه لذويه.
حداد عام وإضراب
ونصب أهالي مخيم الأمعري خيمة اعتصام بجوار المخيم الواقع في الضفة الغربية المحتلة، والذي كان يقطنه الأسير الشهيد قبيل استشهاده، للمطالبة بإطلاق سراح جثمان ناصر.
وخرجت مسيرات في الأمعري ورام الله ونابلس وطولكرم وطوباس وسط دعوات للإضراب وتحركات شعبية تنديدًا باستمرار احتجاز جثمان الشهيد أبو حميد بعد كل السنوات التي قضاها أسيرًا في سجون الاحتلال.
كما أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمؤسسات الحقوقية التي تعنى بشؤون الأسرى والمحررين الحداد العام على استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وحمّل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش خلال مؤتمر صحافي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الأسير الذي تعرض للإهمال الطبي المتعمد.
وقال البطش: إنّ "هذه الجريمة لن تمر من دون أن يدفع الاحتلال الثمن"، وفق تعبيره.
استشهاد الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال #تواصل #فلسطين pic.twitter.com/YAKP8TGEE7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 20, 2022
من هو ناصر أبو حميد؟
وكان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد قد اعتقل أول مرة وهو قاصر في الانتفاضة الأولى عام 1987. وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1990 قبل أن يفرج عنه بعد 4 سنوات، ضمن الإفراجات التي تمت مع بداية اتفاقية أوسلو.
وأُعيد اعتقاله بعد ذلك، وبقي في السجن حتى عام 1999. وفيما كان أبرز وجوه الانتفاضة الثانية، اعتقله الاحتلال مرة أخرى عام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات.
وأبو حميد هو واحد من 5 أشقاء أسرى محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى شقيق سادس استشهد برصاص الاحتلال في عام 1994.
رفض إسرائيلي لتسليم الجثمان
من القدس، أفاد مراسل "العربي" أحمد دراوشة بأنّه حسب المعطيات الأولية فإن الاحتلال الإسرائيلي لن يستجيب للمطالب سواء من المسؤولين الفلسطينيين أو من عائلة الشهيد أبو حميد بتسليم جثمانه.
وأكد أن قضية الشهيد الأسير ناصر أبو حميد تجاوزته على الرغم من تاريخه النضالي الكبير إلى قضية أشمل تتعلق بملف الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يعانون منذ سنوات.
كما أشار إلى وجود تفاعل كبير مع قضية جثامين الأسرى الشهداء الذين تحتجزهم إسرائيل وترفض تسليمها إلى عائلاتهم، لافتًا إلى أن التقديرات تظهر وجود 370 شهيدًا فلسطينيًا تحتجز جثامينهم سلطات الاحتلال.