Skip to main content

بالفرح والذكر.. احتفالات صوفية تملأ شوارع مصر في ذكرى المولد النبوي

الأحد 15 سبتمبر 2024
يحتفل المسلمون حول العالم يحتفلون بذكرى المولد النبي في 12 ربيع الأول من كل عام - محافظة بور سعيد

تحت سماء قرية صغيرة بمدينة بني مزار في محافظة المنيا وسط مصر، وفي أجواء تعمها البهجة والروحانية، اكتست الشوارع بعبارة "صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم"، مساء السبت، تعبيرًا عن الاحتفاء بذكرى مولد النبي محمد خاتم المرسلين.

وجاء ذلك ضمن استعدادات قرية "قيس" السنوية لإحياء ذكرى مولد النبي محمد، عبر موكب احتفائي يطوف أرجاءها، ويغلب عليه الطابع الكرنفالي والحضور الشعبي.

تجدر الإشارة إلى أن المسلمين حول العالم يحتفلون بذكرى مولد النبي محمد (ص) في 12 ربيع الأول من كل عام، وتشهد العديد من الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة فعاليات وأنشطة متنوعة إحياءً لهذه المناسبة.

ذكرى المولد النبوي

وبمشاركة مئات، جاب موكب المولد النبوي شوارع القرية، حيث قاده مجموعات من المنتمين للطرق الصوفية، وهم يميلون يمينًا ويسارًا، مرددين عبارات في حب النبي محمد (ص)، وخلفهم جمل يحمل هودجًا.

ورافقت ذلك الموكب الصوفي الشعبي سيارة تحمل مكبرات صوت، تملأ أرجاء الطرق بذكرى النبي محمد (ص)، وسط ترديد المشاركين المدائح وعبارات دينية، منها "صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم".

تعد ذكرى مولد النبوي من أهم المناسبات التي يحتفل بها المصريون سنويًا - محافظة بور سعيد

فيما حرص الكثير من أطفال القرية على الوقوف بشرفات منازلهم، والتلويح بأيدهم الصغيرة للموكب عند مرروه، والفرحة تملأ وجوهم، بينما يرفع شخص عصًا أمام الموكب ويتراقص فرحًا بهذه الأجواء الكرنفالية التي علا فيها أيضا تصفيق الحضور مرات عديدة.

وتعد ذكرى مولد النبوي من أهم المناسبات التي يحتفل بها المصريون سنويًا، عبر ترديد الأهازيج الشعبية والمدائح الصوفية وسط أجواء كرنفالية وحضور شعبي معتاد.

وشهدت مدن ومحافظات مصر، فعاليات دينية وليالي ومدائح وإقبال على شراء حلوى المولد من متاجر بيع الحلويات، وتوزيع مشروبات وأطعمة، بحسب تقارير صحفية محلية.

ومدينة بورسعيد (ِشرق) واحدة من المدن التي أحيت ذكرى المولد النبوي بموكب احتفائي مماثل جاب عددًا من شوارعها اليوم، واستقبل اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد الموكب، وشارك فيه، وفق بيان للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

وخلال الموكب، حمل منتمون للطرق الصوفية لافتات عليها عبارات تهنئة بالمولد النبوي، وارتدى عدد منهم الملابس الخضراء، والجلابيب البيضاء، والأوشحة الخاصة بهم، حاملين الأعلام، ومرددين عبارات في حب النبي (ص).

و"عروسة المولد" عبارة عن دمية عادة من حلوى السكر ترتدي فستانًا ملونًا ومزينًا، وهي جزء من التراث الشعبي في احتفالات المولد النبوي.

وضمن تراث المصريين كذلك صناعة تلك الحلوى على شكل حصان يطلق عليها أيضًا "حصان المولد".

وعلى طول مسار الموكب، ألقى سكان العمارات الحلوى من شرفات منازلهم على المشاركين، في مشهد يعكس تفاعل الأهالي مع الأجواء الاحتفالية، بحسب تقارير إعلامية محلية.

جاب موكب المولد النبوي شوارع قرية قس في مصر - محافظة بور سعيد

فلكلور شعبي وابتهالات دينية

وفي تعليق حول هذه الذكرى، قال الشيخ أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف: إن "المولد النبوي الشريف من أعظم الاحتفالات التي يحييها المسلمون"، على حد قوله.

واعتبر أن "الاحتفال بذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام أمر مباح ومستحب"، وذلك خلال لقاء بثه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري.

وأضاف الشيخ تركي، أن "المصريين يتميزون بأسلوبهم الخاص في الاحتفاء بالنبي (ص)، حيث حولوا هذه المناسبة إلى فلكلور شعبي، يتمثل في عادات مثل عروسة المولد وحلاوة المولد والابتهالات الدينية، وهي مظاهر احتفالية محببة في المجتمع المصري".

وفي السياق، شارك مئات الأشخاص في مدينة القيروان وسط تونس، مساء السبت، في احتفالية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بجامع "عقبة بن نافع" التاريخي.

وكل عام يشهد محيط جامع "عقبة بن نافع"، أحد أقدم مساجد إفريقيا، فعاليات تقام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

وشارك هذا العام مئات الأشخاص من داخل تونس وخارجها، في احتفالية المولد النبوي التي أقيمت في جامع "عقبة بن نافع" (تأسس عام 50 للهجرة، 800 م) ومحيطه.

المصادر:
وكالات
شارك القصة