قال الرئيس الأميركي جو بايدن في أثناء إلقاء خطاب "حالة الاتحاد" أمام الكونغرس: إن على إسرائيل أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات لقطاع غزة وعدم استخدامها كورقة مساومة.
وأشار إلى إصداره توجيهًا للجيش الأميركي بقيادة مهمة طارئة لإنشاء ميناءٍ بحري مؤقتٍ على ساحل غزة، وذلك لتأمين وصول سفن المساعدات الإنسانية، ولفت إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض.
وذكر أن الرصيف البحري المقرر إنشاءه يمكنه استقبال سفنٍ كبيرة تحمل الغذاء، والماء، والدواء، والملاجئ المؤقتة.
وتُتهم الإدارة الأميركية بأنها طرف في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب دعمها غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي، لا سيما وأنها الجهة الوحيدة التي تملك قدرة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو وقادة الحرب في إسرائيل.
"جنود أميركيون يقاتلون في غزة"
حول هذا الموضوع، أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن القوات الأميركية حاضرة في غزة حيث يوجد 2000 جندي أميركي يقاتلون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويحاربون معه أهالي غزة منذ 153 يومًا.
وأشار في حديثه إلى "العربي" من رام الله، إلى أن لواشنطن ضباطًا كبارًا ومستشارين عسكريين يقدمون النصح لجيش الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
فضلًا عن ذلك، دشّنت الولايات المتحدة جسرًا جويًا هائلًا "لم يسبق له مثيل في الشرق الأوسط"، زوّد إسرائيل بمئات آلاف القذائف التي تلقى كل يوم على المدنيين في غزة، وفق البرغوثي.
وأردف: "إذًا الولايات المتحدة موجودة إلى جانب إسرائيل في حربها، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحًا.. وفكرة الميناء هدفها حرف الأنظار عن جوهر المشكلة وهو الحصار الإسرائيلي الرهيب..".
ماذا عن موقف إسرائيل؟
وعن الموقف الإسرائيلي مما أعلنه بايدن، نقل الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أنه حتى اللحظة لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية.
لكن شديد لفت في حديثه إلى "العربي" من الخليل، إلى بعض المعلومات المسرّبة التي تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد فوجئت بقرار إنشاء الميناء المؤقت، إلا أنه يستبعد دقة هذه التقارير.
وقال: إن "الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقدم على خطوة كهذه بدون الترتيب التام مع تل أبيب، لا سيما وأنه قبل ساعات كان (عضو مجلس الحرب الإسرائيلي) بيني غانتس في واشنطن".
وعليه، رأى شديد أنه "بينما تستطيع واشنطن فرض إدخال المساعدات بريًا، يرتبط هذا الإعلان الأخير بمحاولة إرضاء الرأي العام مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية".
ويطمح بايدن للعودة إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقد واجه "تصويتًا عقابيًا" على مواقفه الداعمة لإسرائيل في عدوانها على غزة خلال الانتخابات التمهيدية.