حث الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحرك ضد الجماعات التي تشن هجمات إلكترونية مقابل فدى انطلاقًا من روسيا.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مراسم توقيع في واشنطن، قال بايدن إنه أبلغ بوتين بأنه "عندما يُنفذ هجوم إلكتروني مقابل فدية من أراضيه، حتى وإن كان لا يتم برعاية الدولة، فإننا نتوقع منهم التحرك إذا قدمنا لهم معلومات كافية من أجل تحديد من قام بذلك".
وأصبحت الهجمات الإلكترونية، باستخدام برامج خبيثة يستخدمها المتسللون لاحتجاز بيانات لا يتم الإفراج عنها إلا بعد دفع فدية، تشكل تهديدًا قويًا ومتزايدًا للشركات في جميع أنحاء العالم. واستخدمها مجرمون على الإنترنت لشل الآلاف من المؤسسات الأميركية مما تسبب في عدد من الأزمات الكبرى.
ويزعم مسؤولون أميركيون وباحثون في مجال أمن الإنترنت أن العديد من العصابات التي تنفذ هجمات ببرامج الفدية تعمل من روسيا بعلم الحكومة هناك، إن لم يكن بموافقتها.
وكان بايدن قد حذر بوتين شخصًيا من الهجمات الإلكترونية خلال قمة في جنيف الشهر الماضي وأبلغه أن مثل هذه الهجمات التي تستهدف تخريب البنية التحتية الحيوية يجب أن تكون خطًا أحمر.
وقال بايدن في تصريحاته يوم الجمعة إنه ونظيره الروسي "أقاما الآن وسيلة للاتصال بشكل منتظم تتيح التواصل مع بعضنا البعض عندما يعتقد أي منا أن شيئًا ما يحدث في بلد آخر يؤثر على الوطن".
وأضاف بايدن أنه متفائل بعد المكالمة. وقال "سارت الأمور على ما يرام".
وفي 14 يونيو/ حزيران، اعتبر الرئيس الروسي أن من "السخف" القول إن موسكو تشن حربًا إلكترونية على الولايات المتحدة.
وقال بوتين: "لقد تم اتُهامنا بشتى الأمور" بما في ذلك "التدخل في الانتخابات" أو "الهجمات الإلكترونية"، ولم يتكبدوا ولا مرة واحدة عناء تقديم أدنى دليل".
هجوم إلكتروني يستهدف 200 شركة أميركية
وكانت شركة "كاسيا" الأميركية التي تزوّد العديد من الشركات بخدمة إدارة تكنولوجيا المعلومات قد تعرّضت لهجوم إلكتروني في 3 يوليو/تموز، تضمّن مطالبة العديد من عملائها بدفع فدية.
وأكدت الشركة أن الهجوم اقتصر على "نسبة صغيرة جدًا" من عملائها الذين يستخدمون برنامج "في إس أيه"، ويُقدّر عددهم حاليًا بـ "أقلّ من أربعين مليونًا في العالم".
من جهتها، ذكرت شركة "هانتريس لابز" المتخصّصة بالأمن السيبراني، أن الهجوم استهدف 200 شركة.
وفي الآونة الأخيرة، تعرّضت الكثير من الشركات الأميركية، ومجموعة المعلوماتية "سولارويندز"، وشبكة أنابيب النفط "كولونيال بايبلاين"، لهجمات فيروس الفدية، أدت الى إبطاء أو حتى وقف إنتاجها.
ونسبت الشرطة الفدرالية الأميركية هذه الهجمات إلى قراصنة على الأراضي الروسية يعملون بموافقة ضمنية من الكرملين.