Skip to main content

بدء معركة دونباس.. مسنون في دار رعاية ينتظرون إجلاءهم إلى غرب أوكرانيا

الثلاثاء 19 أبريل 2022

فيما يُتوقّع أن تبدأ معركة كبيرة بين القوات الأوكرانية والروسية في جميع أنحاء منطقة دونباس في أي لحظة، ينتظر نحو 30 مسنًا إجلاءهم من دار رعاية في مدينة تشاسيف يار إلى غرب أوكرانيا.

وحتى الساعة ما يزال إيقاع الحياة هادئًا نسبيًا في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، غير أنها محاطة ـ وسط التوقعات ـ بأكثر من 100 ألف جندي روسي من جهات ثلاث. 

وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن جميع نزلاء دار الرعاية تقريبًا كان قد تم طردهم من ديارهم بسبب الحرب في المنطقة، والتي تفاقمت منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

"مقبرة جماعية"

ويستذكر إيفين تكاتشوف، المسؤول عن الدار، ما حدث في مدينة دبالتسيف خلال معركة "كبيرة" بين القوات الأوكرانية وقوات مدعومة من روسيا أوائل عام 2015. 

ويقول إنه رأى حينها الجثث على الطريق والسيارات التي تم استهدافها. ويردف بأنه يعلم أنه لن يكون هناك ماء ولا كهرباء ولا تدفئة أو دواء.

ويشير إلى أن هذه الأرض ستصبح مقبرة جماعية في غضون أيام، فيؤكد إلى وجوب الرحيل عن المكان. 

وتتألف دار الرعاية، التي أُجلي إليها العديد من الأوكرانيين، من ثلاثة منازل؛ أحدها للرجال والثاني للنساء أما الثالث فهو مكان لتقديم الرعاية الاستشفائية. ومن النزلاء من تظهر عليهم علامات الخرف و10 منهم طريحو الفراش.

في منزل الرجال، أُجلي يفين كريفوشي قبل شهر من منطقة إيزيوم بالقرب من خاركيف.

في البداية نُقل الأرمل البالغ من العمر 83 عامًا من إيزيوم إلى كنيسة في شمال منطقة دونتسك، ومعه 40 شخصًا آخرون. كانت الرحلة على متن شاحنة في منتصف مارس/ آذار الماضي، وقد تعرض خلالها المسن إلى إصابة في قدمه جراء التوقف المفاجئ للشاحنة. وكذلك فقد طقم أسنانه، ما يصعب تعويضه حاليًا، وفق ما يشير.

غير أنه أمضى ليلته تلك على فراش وُضع على أرضية الكنيسة، ولم يتبرّم رغم هشاشته وتقدمه في السن، بل أكد أنها كانت مريحة ونظيفة ودافئة.

في معرض حديثه لـ "الغارديان"، يأسف الرجل على ممتلكات تركها وراءه، وبينها كتب بطبعتها الأولى، أحدها يعود إلى العام 1872.

إضافة إلى ذلك، وفي الحيّز الذي تُقدم فيه العناية الاستشفائية من الدار، يقبع رجل في الثمانين من عمره كان قد أُجلي من بلدة سفيتلودارسك قبل أكثر من عام بسبب القتال في شرق أوكرانيا.

ويقول مدير الدار إنه توقف عن الأكل بسبب التوتر منذ شهر، مشيرًا إلى أن جسده ذاب وبالكاد يمكن رؤيته تحت الملاءات.

فيما يخص لاريسا موشاليفا (72 عامًا)، فقد كُسر عظم فخذها قبل ثلاثة أسابيع جراء سقوطها في شقتها في بوباسنا، التي عُدت على خط المواجهة. تبكي المسنة كلما ذُكرت الحرب، وهي تقول إن مسقطها لم يعد موجودًا.

عندما أُجليت، غادرت لاريسا بلدة بوباسنا في منطقة لوغانسك فيما تُرك زوجها، ليكتشف لاحقًا بالصدفة أنها في شاسيف بار. وهو الآن يعيش في منزل الرجال، ويرتقب أن يأخذهما ابنهما الذي فرّ أيضًا لدى إجلائهما إلى غرب البلاد. 

في غضون ذلك، يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ 57. وقد أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء، أنها بدأت مرحلة جديدة من "عمليتها العسكرية الخاصة" تستهدف شرق أوكرانيا.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد أعلن أمس الإثنين بدء الهجوم الروسي على دونباس. حيث قال: يمكننا الآن أن نؤكد أن القوات الروسية بدأت معركة دونباس، التي كانوا يستعدون لها منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من الجيش الروسي مكرّس لهذا الهجوم". وأضاف: بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين أحضروهم هنا سنقاتل. سندافع عن أنفسنا، وسنفعل ذلك يوميًا. لن نتخلى عن أي شيء أوكراني".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة