الإثنين 1 يوليو / يوليو 2024

بداية التمرد من أوكرانيا.. كيف تصاعد خلاف فاغنر والجيش الروسي؟

بداية التمرد من أوكرانيا.. كيف تصاعد خلاف فاغنر والجيش الروسي؟

Changed

مداخلة على "العربي" لمحلل سياسي روسي حول سيناريوهات التمرد المسلح في روسيا (الصورة: تويتر)
منذ أشهر، يخوض قائد فاغنر صراعًا على السلطة مع قيادة الجيش الروسي التي اتهمها بقتل عناصره في شرق أوكرانيا، واتهم كبار الضباط بعدم تجهيز قواته بالعتاد.

على الرغم من إعلان قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الانتفاضة على قيادة الجيش الروسي شكل مفاجئة مدوية وسط حرب أوكرانيا، إلا أن الخلافات المتبادلة خلال الأسابيع الأخيرة دلت على عمق الفجوة بين الطرفين.

وعقب بث بريغوجين سلسلة من الرسائل من ليل الجمعة إلى اليوم السبت قال فيها إنه دخل مع قواته إلى مدينة روستوف بجنوب روسيا، مؤكدًا سيطرته على مواقع عسكرية فيها، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاسبة "الخونة" من مجموعة فاغنر بعد أن هدد قائدها بالإطاحة بقادة الجيش الروسي.

صراع على السلطة

منذ أشهر، يخوض بريغوجين صراعًا على السلطة مع قيادة الجيش الروسي التي اتهمها بقتل عناصره في شرق أوكرانيا، حتى أنه في مناسبات عدة، اتهم كبار الضباط بعدم تجهيز قواته بما تحتاجه من العتاد وتعطيل تقدمها لأسباب بيروقراطية، بينما تنسب لنفسها جميع الانتصارات التي حققها مقاتلو فاغنر في معارك أوكرانيا التي تتواصل منذ 24 فبراير/شباط 2022.

وأمس الجمعة، قال بريغوجين بنبرة ملؤها الغضب: إن قادة الجيش الروسي أمروا بشن ضربات على معسكراته وقتلوا العشرات من عناصر مجموعته، مؤكدًا أنه سيتم توقيف ضباط بارزين في الجيش الروسي، كما تعهد أن "يذهب حتّى النهاية"، وقال لاحقًا إن قواته أسقطت مروحية عسكرية روسية.

بعد ساعات، أكد قائد مجموعة فاغنر السيطرة على المواقع العسكرية في روستوف، المدينة الواقعة في جنوب روسيا والتي يقع فيها المقر العام للقيادة الجنوبية للجيش الروسي حيث يجري تنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ثم أكد بعد الظهر سيطرة قواته على المقر العام "من دون إطلاق رصاصة واحدة".

أمام هذا التطور الذي لفت أنظار العالم، قال الكرملين: إن "الإجراءات اللازمة" ضد التمرد جرى اتّخاذها.

وعززت السلطات الروسية الإجراءات الأمنية في العاصمة موسكو وفي عدة مناطق مثل روستوف وليبيتسك.

بوتين يحذر من الحرب الأهلية

في غضون ذلك، حذر بوتين، اليوم السبت من "التهديد القاتل" ومن خطر "الحرب الأهلية" اللذين يمثّلهما قائد مجموعة فاغنر بتمرده على القيادة الروسية، كما حث البلاد على الوحدة.

ووصف بوتين الذي قال الناطق باسمه إنه يعمل من الكرملين، تمرد مجموعة فاغنر بأنه "خيانة"، مؤكدًا أن المتمردين "سيعاقبون حتمًا".

وانخرطت قوات مرتزقة فاغنر بالفعل سابقًا في نزاعات في الشرق الأوسط وعلى رأسها سوريا وإفريقيا كذلك، على الرغم من نفيها ذلك.

لكن بريغوجين أقر العام الماضي أنه أسس المجموعة بتجنيده الكثير من عناصرها في السجون الروسية مقابل وعد بالعفو، قبل أن تشكل قوات فاغنر رأس الحربة في معارك الشرق الأوكراني.

وكان مرتزقة فاغنر في الصفوف الأولى للهجوم الذي دام عدة أشهر على مدينة باخموت التي احتلتها روسيا بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في صفوفهم.

يمثل تمرد فاغنر أخطر تحد حتى الآن لحكم بوتين الطويل ويمهد لأخطر أزمة أمنية منذ توليه السلطة في أواخر عام 1999، كما يأتي فيما تشن كييف هجومًا مضادًا لاستعادة أراضيها من القوات الروسية وسط دعم كبير قدمه الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة لكييف لدعم هذا الهجوم المضاد.

وأثار التمرد أيضًا ردود فعل زعماء في العالم، حيث قالت واشنطن وباريس وبرلين وروما إنها تراقب التطورات من كثب.

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت، أن التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close