بدورته الثانية.. انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت الدورة الثانية لأعمال المنتدى السنوي لفلسطين التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، خلال الفترة من 10–12 فبراير/ شباط 2024.
ويواصل المنتدى أعماله حتى الإثنين وسط مشاركة العديد من الباحثين والمتخصصين والسياسيين في الوطن العربي والعالم.
ويعد منتدى فلسطين السنوي في الدوحة الحدث الأكاديمي الأبرز عالميًا بشأن القضية الفلسطينية، نظرًا لجودة الأوراق البحثية المقدمة وتنوع المقاربات البحثية من أنحاء العالم، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين.
وتشمل هذه الأوراق مروحة واسعة من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد، وفقًا للمركز العربي.
هستيريا إسرائيلية ضد الفلسطينيين
وافتتح المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة المؤتمر بكلمة تطرق فيها إلى التحديات التي تواجه الباحثون والدارسون للشأن الفلسطيني في مواجهة الطروحات الغربية السياسية المنحازة للصهيونية وإسرائيل.
كما تطرق في كلمته إلى العقوبات التي تمارسها إسرائيل عبر تدمير غزة التي ترقى إلى الإبادة الجماعية بتعريفها الدولي.
وقال الدكتور عزمي بشارة: إن "الهستيريا الحربية الإسرائيلية ضد السكان الأصليين، أي الفلسطينيين، تقوم على تشجيع ارتكاب الجرائم لا المحاسبة عليها".
وأكد أنه على الرغم من أن القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية إلا أن غياب مفهوم أمني قومي عربي ينفي وجود نظام عربي موحد، بل أنظمة وأجندات ومصالح عربية منفصلة، مضيفًا أنه لا يوجد ما يمنع ترجمة التضامن العربي مع غزة إلى جهود إغاثية حقيقية.
وشدد الدكتور عزمي بشارة على أن عملية "طوفان الأقصى" أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، لكنه لفت إلى أن إسرائيل تسابق الزمان لتفريغ هذا التطور من مضمونه وتحويل غزة لمكان غير قابل للعيش، ما قد يدفع لموجات من الهجرة القسرية.
وشرح أن فلسطين على مفترق طرق حيث تحاول إسرائيل إبعاد الفلسطينيين عن قضيتهم كما حدث بعد أوسلو، مشيرًا إلى أن الفرصة مواتية للاقتراب من إنجاز على مستوى الحل الدائم.
وأوضح بشارة أنه إذا أرادت السلطة الفلسطينية إحباط خطط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لديها خياران: أن تصل إلى تفاهم مع الفصائل أو أن تصل غزة على ظهر دبابة إسرائيلية، وبدورها الفصائل يجب عليها أن تدخل في بنية السلطة الفلسطينية وفي إطار حركة تحرير فلسطين، مؤكدًا أنه لا مجال لجولات مصالحة مكررة دون فائدة.
المنتدى السنوي لفلسطين
وستقدَّم في دورة المنتدى الثانية لهذا العام نحو 70 ورقة علمية محكمة، اختيرت من ضمن 520 طلبًا للمشاركة (قُبل منها 200 مقترح) تُعرض في جلسات متخصّصة توزّع في مسارات متوازية، إضافة إلى عدد من الندوات العامّة، حسب المركز العربي.
وينعقد المؤتمر هذا العام في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، وقد كُرّست الندوات العامة فيه لتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.
والمنتدى السنوي لفلسطين هو مؤتمر سنوي علمي، ويشكل فضاء أكاديميًا يقدّم فيه باحثون فلسطينيون، وغير فلسطينيين، من أنحاء العالم كافة، أوراقًا بحثية تتعلق بفلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونية وحركات التحرر الوطني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية، وقضايا الرأي العام وغيرها من القضايا ذات الصلة.
وحسب الموقع الإلكتروني للمركز العربي، فإن ليس للمؤتمر موضوع سنوي محدد، ولا يجري تكليف باحثين بكتابة أوراق (إلا كاستثناء)، ويعد المؤتمر فرصةً للباحثين الذين يعملون أصلًا على أبحاث للنشر لتقديمها ومناقشتها، كما هو الحال في المؤتمرات العلمية الكبيرة.
وتمرّ الأوراق التي يفترض أن تصل إلى اللجنة المنظمة للمؤتمر، قبل أربعة أشهر من انعقاده كحد أقصى، بعملية تحكيم بعد اطّلاع اللجنة عليها، وفحص قابليتها للتحكيم. وبعد إقرار الأوراق، تتولى اللجنة توزيعها على الجلسات، وفق المواضيع المختلفة.
من جهة أخرى، يتاح للمهتمين بموضوعات المؤتمر التسجيل لحضوره من دون تقديم أوراق.
ومع أن هذا المؤتمر في طبيعته مؤتمر أكاديمي، فإن المؤسستين لم تتجاهلا حقيقة أن عقده سنويًا سيُشكّل فرصة للمهتمين بقضية فلسطين، وسياقاتها الإقليمية والعالمية، للالتقاء وتبادل وجهات النظر.
وتأمل المؤسستان أن يشكّل المؤتمر رافعة مهمّة، ليس للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها فحسب، بل أيضًا لتعزيز مركزية قضية فلسطين والاهتمام العربي والدولي بها.