الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الدوحة تحتضن المنتدى السنوي لفلسطين.. فضاء أكاديمي يدور حول قضية القرن

الدوحة تحتضن المنتدى السنوي لفلسطين.. فضاء أكاديمي يدور حول قضية القرن

شارك القصة

فقرة من برنامج "شبابيك" تلقي الضوء على فعاليات منتدى فلسطين السنوي في الدوحة (الصورة: المركز العربي للأبحاث)
تنوعت المجالات والأوراق البحثية في المنتدى السنوي لفلسطين في قطر هذا العام، حيث قدّم المتخصصون أبحاثًا عن تاريخ، ومستقبل، وحاضر القضية الفلسطينية.

اختُتِمَت في الدوحة أعمال الدورة الأولى للمنتدى السنوي لفلسطين، التي نظمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالتعاون مع "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، بين 28 و30 يناير/ كانون الثاني الفائت.

وتعدّدت المجالات والأوراق البحثية التي نوقشت في المنتدى السنوي لفلسطين، الذي أضحى بمثابة فضاء أكاديمي قدّم فيه المتخصصون من كامل أنحاء العالم تاريخ فلسطين.

ولأنّ تاريخ القضية لا ينفصل عن تناول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ركّزت الأوراق البحثية على العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين، التي لم تشهد التنوّع والتكامل المطلوبَيْن بسبب السياسات الإسرائيلية، والوضع الأمني، والتعقيدات الإدارية، وغيرها من التحديات.

وتقاطعت الأوراق البحثية عند قضية القرن التي كانت منذ بدايتها محل اهتمامٍ عربي ودولي، في ظلّ وجود احتلال لا يكفّ عن تطبيق مشاريع الاستيطان ونظام "الأبارتهايد"، لتتشابك مواضيع أخرى بشأن القضية الفلسطينية والصهيونية، وحركات التحرر الوطني العالمية.

توثيق نكبة شعب

في السياق نفسه، يوثّق موقع ذاكرة فلسطين الذي أطلق خلال هذه الدورة، تاريخ نكبة شعبٍ بشكل علمي، إلى جانب موقعين آخرين هما القدس: القصة كاملة، والموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية. وهذا الأخير مشروعٌ رقمي يهدف إلى عرض تاريخ فلسطين الحديث منذ نهاية الحقبة العثمانية.

ولأنّ توثيق سطور وخبايا القضية الفلسطينية لا يكفي، فقد تجاوزت أهداف المنتدى السنوي ذلك إلى الأساليب والأدوات العلمية للتوثيق، والتي اختزلتها ورشة خصصت للكتابة التاريخية في فلسطين.

وبالمجمل، فقد تعددت وتنوّعت الأبحاث والدراسات وورشات العمل التي قدّمت في منتدى فلسطين لعام 2023، بهدف تعزيز مركزية القضية الأم في المنطقة والعالم.

أهمية وتوقيت منتدى فلسطين

ويشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور أحمد حسين، إلى أن منتدى فلسطين عقد في إطار عدد من المؤتمرات والنشاطات الأكاديمية التي يعقدها المركز العربي، والتي تسلّط الضوء على القضية الفلسطينية.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، أن المنتدى شكّل فضاءً أكاديميًا قدّم من خلاله الباحثون الفلسطينيون ومن مختلف دول العالم، مجموعة من الأوراق البحثية التي تناولت تاريخ فلسطين ومسار القضية، فضلًا عن السياقات الإقليمية والدولية للقضية.

ويلفت حسين إلى أنه تمت أيضًا مناقشة القضية بأبعادها المختلفة، حيث تحدث الحاضرون بشكل أساسي عن واقع القضية، ولم يكن التركيز منحصرًا بالجانب التاريخي في دراسة القضية، إذ تمت دراسة القضايا المرتبطة بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري الذي يشكّل تحديًا مفصليًا أمام المشروع الوطني الفلسطيني.

ويضيف الباحث في المركز العربي: "توقيت المنتدى يأتي في ظل وجود فراغ مؤسسي على مستوى الشعب الفلسطيني عامةً، إذ لا توجد مؤسسات قادرة أن تجمع كلّ الفلسطينيين ومن هنا جاءت ضرورة عقد هذا المنتدى ليشكّل ملتقى حواريًا بين الأكاديميين وغيرهم".

المنتدى الأكبر

ويشرح حسين أن دورة هذا العام ضمّت أكثر من 500 مشارك من نخبة الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين، والعرب، والأجانب، ومن فئات عمرية متنوعة.

ويوضح أن المركز العربي قرر هذا العام فتح باب الحضور أمام المهتمين بمتابعة مثل هذه الندوات، فشارك 62 باحث وباحثة بأوراقٍ بحثية محكّمة خضعت للتحكيم العلمي في المركز العربي، وتم الإقرار بصلاحية هذه الأوراق لتقديمها، إلى جانب عدد كبير من الأكاديميين المشاركين بأوراق غير بحثية.

أما الشريحة الثانية من المشاركين، فكانت بحسب حسين من النشطاء والمهتمين بشكل عام بالقضية الفلسطينية، وكذلك مسؤولو جمعيات، وكيانات سياسية تعمل في العمل الوطني الفلسطيني.

ويتابع: "كان المنتدى الأكبر من ناحية جمع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين والعرب والأجانب، لتناول هذه القضية في وقت من المهم خلق جسرٍ بين الأكاديميين والنشطاء والمناضلين، من أجل مواجهة المحاولات الصهيونية لتغيير الثقافة والقيم تجاه القضية الفلسطينية في ظل موجات التطبيع وغيرها".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close