برلين تسلّم كييف أنظمة "إيريس تي".. ماذا عن صواريخ "توروس"؟
بينما تسعى لتعزيز دفاعاتها الجوية بمواجهة ضربات روسية متزايدة، أعلنت أوكرانيا، الخميس، أنّها تلّقت أنظمة "إيريس-تي" مضادة للطائرات من ألمانيا.
يأتي ذلك، بينما تدرس الحكومة الفيدرالية الألمانية تسليم صواريخ "كروز" من طراز "توروس" إلى أوكرانيا، لكنها لم تتخذ قرارًا رسميًا بهذا الشأن بعد.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "شكرًا جزيلًا لشركائنا على إيريس-تي. ستُصبح أجواؤنا محمية بشكل أفضل".
بدورها، أكدت ألمانيا تزويد أوكرانيا بمنظومتين مضادتين للطائرات من طراز "إيريس-تي"، بعدما طلبت كييف مرارًا من حلفائها الغربيين تعزيز دعمهم العسكري.
ومنذ المراحل الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، عزّزت كييف دفاعاتها الجوية بمساعدة الغرب، بعدما تعرّضت لضربات روسية بصواريخ "كروز" وطائرات مسيّرة.
ماذا عن صواريخ "توروس"؟
إلى ذلك، دعا أعضاء في أحزاب الائتلاف الحاكم والمعارضة في ألمانيا إلى الإسراع في اتخاذ قرار بارسال صواريخ "توروس" إلى أوكرانيا، مؤكدين أنّ عامل الوقت يبدو حاسمًا.
و"توروس" هي صواريخ بعيدة المدى محمولة جوًا، يصل مداها إلى 500 كيلومتر.
وفي أواخر مايو/ أيار الماضي، طلبت أوكرانيا من ألمانيا تزويدها بصواريخ "توروس"، لكنّ الحكومة رفضت الطلب حتى الآن، إذ تُعارض برلين إرسال أسلحة إلى كييف يُمكن أن تطال الداخل الروسي، خاصة وأنّ موسكو تملك السلاح النووي، وهو ما يمكن أن يوسّع رقعة النزاع.
وقال شتيفان لوكاس، مستشار ومتخصّص في السياسات الأمنية، في حديث إلى "العربي": إنّ خطورة تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس، يكمن في إمكانية استخدامها لقصف العمق الروسي.
ويبدو أنّ الطلب الأوكراني لهذه الصواريخ مبرّر من الناحية العسكرية، حيث قال كلاوس فيتمان، الخبير العسكري والعميد المتقاعد في الجيش الألماني، في حديث إلى "العربي": بالنظر إلى الصعوبة التي يُواجهها الهجوم الأوكراني المضاد، تحتاج كييف إلى أسلحة تستطيع قصف الآليات العسكرية الروسية وطرق النقل في الخطوط الخلفية للقتال، وتحديدًا الأسلحة ذات المدى البعيد.
ورغم دعوات الأحزاب والمعارضة للتسريع في تزويد كييف بهذه الصواريخ، إلا أنّ المستشار الألماني أولاف شولتس لم يُعط الضوء الأخضر لذلك بعد.
وأشار ماركوس فابر، عضو لجنة الدفاع في البرلمان الألماني عن الحزب الليبرالي، في حديث إلى "العربي"، إلى وجود إشارات إيجابية من الشركاء الثلاثة في الائتلاف الحاكم لصالح إرسال الصواريخ إلى كييف، مضيفًا أنّ الأمر يتوقّف الآن على قرار من السلطة التنفيذية، وتحديدًا شولتس.