Skip to main content

بروباغندا كاذبة عن تقدم كبير.. ما حقيقة مزاعم الاحتلال عن اجتياح غزة؟

الخميس 2 نوفمبر 2023
تتناقض بيانات الاحتلال عما أسماه بالاجتياح البري مع تحليل الصور والخرائط لما تقف عليه العمليات الإسرائيلية - صورة نشرها جيش الاحتلال

يروّج جيش الاحتلال الإسرائيلي لمزاعم حول تنفيذه عملية اجتياح بري شاملة في قطاع غزة، وأن دباباته على الأرض تشنّ عمليات وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها المرحلة الثانية من الحرب. 

لكن بيانات الاحتلال عما أسماه بالاجتياح البري تتناقض مع تحليل الصور والخرائط لما تقف عليه العمليات الإسرائيلية.

وقد تتبعت وحدة التحقق عبر المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي عددًا من المقاطع التي نشرها جيش الاحتلال، وتمكنت من كشف مسارها في غزة الذي يفند بروباغندا التقدم البري الكبير.

فما حقيقة ما تنقله إسرائيل بشأن الاجتياح البري في غزة؟

تقصّت وحدة التحقّق من خلال المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي رواية جيش الاحتلال، التي تسوّق لتقدّم عسكري كبير على الأرض.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تولّى حملة الترويج بنشر عدد من التغريدات والفيديوهات، التي تدّعي نجاح الاحتلال في التوغل البري بالقطاع.

وقد تحقّق الفريق من بعض هذه المقاطع، بما في ذلك واحدة تعود إلى 26 أكتوبر/ تشرين الأول، مع بدء ما وصفه الاحتلال بالاجتياح البري، حيث تقول تغريدة أدرعي إنّ المقطع لعملية مداهمة مركّزة في منطقة شمالي قطاع غزة.

وتمكن "العربي" من تحديد الموقع الجغرافي لهذه المشاهد عبر المعالم الظاهرة عليه. ووفقًا لصور الأقمار الصناعية عبر خرائط غوغل والإحداثيات، وجد أنّ المسافة التي توغّلت فيها الآليات الإسرائيليّة لا تزيد عن مئة وثلاثين مترًا من السياج، وهي المسافة نفسها التي تفصلها عن خطّ الهدنة عام 1948.

وللتدقيق أكثر، رصد فريق "العربي" في مشاهد الفيديو المسافة الأقصى للتوغّل البرّي للاحتلال، فوجد أنّها تبعد عن السياج بنحو 270 مترًا.

وبالتالي، فإنّ التوغل الذي تكلم عنه أدرعي في هذا التاريخ لم يتجاوز مئات الأمتار ضمن منطقة غير مأهولة وفارغة تمامًا.

وبحساب المسافة الإجمالية التي قطعتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، انطلاقًا من الموقع الذي دخلت منه عبر السياج الفاصل، يظهر أنه قرابة 680 مترًا فقط، أغلبها كان السير فيها في جهة أفقيّة.

إلى ذلك، فنّد فريق "العربي" فيديو آخر نشره أدرعي وادّعى فيه أنّه يظهر نشاطًا عسكريًا لقوات الاحتلال بريًا داخل قطاع غزة. 

فمن خلال معالم ظاهرة هي عامود للاتصالات وسياج مانع من ورائه البحر، تم تحديد الموقع الذي يظهر عند السياج الحدودي أقصى شمال غربيّ القطاع.

وكان فيديو آخر نشره أدرعي أظهر تحركات قوات الاحتلال في المنطقة نفسها التي تم تحديدها آنفًا، وبالمعالم الجغرافية نفسها.

وفي ما يخص فيديو آخر نُشر ضمن بروباغندا الاحتلال، ويقوم فيه جنديان بتعليق علم إسرائيل على أحد المباني مع ادّعاءٍ يقول إنّ المكان في قلب غزّة، أكد تحقيق "العربي" باستخدام تحليل المعالم الجغرافية أن المكان هو منتجع شاليه الطناني، الذي يقع على شاطئ بحر شمال غزة، والذي لا يبعد عن السياج الأمني الفاصل سوى ثلاثة كيلومترات و250 مترًا فقط.

وبحساب مساحة توغّل القوات الإسرائيلية، نجد أنّها لا تزيد عن 2.82 كيلومترًا مربعًا.

وأدرعي نشر أيضًا مقاطع مصوّرة تظهر دبابات ادّعى أنها توغلت داخل القطاع، لكن أدوات تحليلها رصدت التحركات بجانب شاليه الكوخ الأزرق، الذي يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات و380 مترًا عن السياج الحدودي. 

ويعني ذلك أنّها تقع في الموقع الجغرافي نفسه لمنتجع الطناني، الذي يُعد منطقة غير مأهولة تضم منتجعات سياحية وأراضي مفتوحة.

أما عن التوغّل الذي تباهت به إسرائيل فكان في شارع صلاح الدين، وهو ما نفته المقاومة الفلسطينية من جهتها، فقد تمكّنت وحدة التحقق من خلال المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي من تفنيد رواية الاحتلال عبر رصد دقيق لنقطة وصول قواته، والتدقيق في معالم المقطع الذي نشره المصوّر يوسف الصيفي في 30 أكتوبر، والذي يظهر دبّابات على شارع صلاح الدين.

وباستخدام خرائط Google Earth ظهر أن المعطيات تقود إلى إحداثيات تبعد مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات عن المدخل من المحور الشرقي لقطاع غزة، وبالتالي، مسافة صغيرة في أراض زراعية مفتوحة.

ويبقى أن المقاطع التي حلّلها فريق التحقّق بالتلفزيون العربي لن تكون كل ما في جعبة البروباغندا الإسرائيلية وهي تقرع طبول الاجتياح البري. لكنّ كشف الادعاءات فيها، يقف أمام محاولات الاحتلال لاختلاق الإنجازات. 

المصادر:
العربي
شارك القصة