أعلنت قوات الأمن البريطانية حالة التأهّب اليوم الأربعاء، في مواجهة تزايد دعوات اليمين المتطرّف للتظاهر، ما يثير المخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة، بعد أكثر من أسبوع من بدء أعمال العنف ردًا على مقتل ثلاث قاصرات.
وتعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.
ورغم الهدوء الذي ساد مساء الثلاثاء مقارنة بالأيام السابقة، إلّا أنّ السلطات تترصّد نحو ثلاثين دعوة للتجمّع أمام مراكز ومكاتب محاماة تقدّم مساعدة قانونية للمهاجرين وطالبي اللجوء.
وحذر رئيس الوزراء كير ستارمر، مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة، في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عامًا.
وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام، ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو/ تموز الفائت.
وقال لوسائل الإعلام: "واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا". وتابع: "ستكون آمنة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها، وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه".
"إلى السجون"
وفي هذا الإطار، ندّدت جمعية القانون في إنكلترا وويلز بـ"الهجوم المباشر" على المهنة التي تمثّلها، بينما استنكرت وزيرة العدل شبانة محمود التهديدات "غير المقبولة" ضدّ المحامين.
وحذّرت هؤلاء الذين يشاركون في مثل هذه الأعمال، من أنّهم "سينضمّون إلى مئات آخرين أوقفتهم الشرطة خلال الأسبوع الماضي".
وأوقف نحو 400 شخص في الأيام الأخيرة، ووُجهت تهم حاليًا لنحو 100 شخص وفقًا للنيابة.
وحُكم في مانشستر الثلاثاء على شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، بالسجن لمدّة شهرين بسبب تحطيم نافذة سيارة شرطة في مدينة بولتون الأحد.
وبحسب وكالة الأنباء البريطانية، فإنّ هذا الشاب هو أول شخص يتمّ سجنه منذ بدء أعمال العنف.
وكانت شرطة لندن قد حذرت من أنّها تملك "كل الصلاحيات والتكتيكات والأدوات المتاحة لمنع المزيد من مشاهد الفوضى".
وأشارت الحكومة إلى أنّه سيتمّ هذا الأسبوع تشكيل "جيش" احتياطي يضمّ نحو 6 آلاف عنصر شرطة متخصّصين في الحفاظ على النظام، كما سيتمّ توفير 561 مكانًا للسجن لاحتجاز مثيري الشغب.
استهداف المساجد
ومرّ أسبوع منذ أن بدأت المملكة المتحدة تشهد أعمال عنف عنصرية، بعد تداول معلومات تمّ نفي جزء منها بشأن هوية مرتكب هجوم بسكين أدّى إلى مقتل ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 و9 سنوات في ساوثبوث شمال غرب إنكلترا.
وبحسب المعلومات المتداولة، فقد تمّ تقديم المشتبه به على أنّه طالب لجوء مسلم. وكان هذا الأخير قد وُلد في كارديف في ويلز، وأفادت وسائل الإعلام البريطانية بأنّ عائلته من رواندا.
ومنذ وقوع الهجوم، شهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة، حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من إفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها "أخرجوهم" و"أوقفوا القوارب" في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.
كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية إذ شعروا أنهم مستهدفون بالعنف.
وحذر عمدة لندن صادق خان، اليوم، المتطرفين اليمينيين من اللجوء إلى أعمال عنف في العاصمة البريطانية، وقال في بيان على منصة "إكس": "إن أعمال العنف العنصرية التي بدأت الأسبوع الماضي وانتشرت في جميع أنحاء البلاد كانت صادمة".
وأضاف: "أنا على علم بالأخبار التي تفيد بأن جماعات يمينية متطرفة تخطط الآن لاستهداف أماكن في لندن". وأشار إلى أنه "واضح جدًا في معاملة أي شخص يفكر في نشر الكراهية والخوف في لندن".