أثار تأجيل حفل تكريم كاتبة فلسطينية في معرض فرانكفورت للكتاب بسبب الانحياز لإسرائيل، إدانات من مؤلّفين بارزين، بينما انسحبت العديد من دور النشر العربية من المعرض.
ويعدّ المعرض السنوي أكبر حدث تجاري للنشر في العالم، حيث يجمع الآلاف من دور النشر والمؤلّفين.
وبعدما نفذت حركة حماس عملية طوفان الأقصى، أدان المنظّمون الهجوم، وقالوا إنّ الأصوات الإسرائيلية ستُعطى أهمية كبيرة في معرض الكتاب.
وبموازاة ذلك، أُعلن عن عدم المضي قدمًا في تنظيم حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بمنحها جائزة "ليبيراتوربريس" (LiBeraturpreis) الألمانية في المعرض.
وكان من المقرّر أن تُكرّم شبلي عن روايتها "تفصيل ثانوي" وهو عمل يستند إلى أحداث حقيقية لعمليات اغتصاب وقتل ارتكبها عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي عام 1949. وتمّ تنظيم هذا التكريم من قبل مجموعة "ليبتروم" (Liptrom) التي تمنحه كلّ عام في معرض الكتاب.
لكنّ المجموعة أعلنت أنّها قررت عدم المضي قدمًا في حفل التكريم "بسبب الحرب التي بدأتها حماس".
إدانات واسعة ومقاطعة
وقالت المجموعة في بيان إنها تبحث عن "شكل وإعدادٍ مناسبَين للحدث في وقت لاحق"، مضيفة أنّ "منح الجائزة لعدنية شبلي لم يكن موضع شك على الإطلاق".
غير أنّ القرار قوبل بإدانات واسعة في رسالة مفتوحة وقّع عليها أكثر من 600 شخص من بينهم عبد الرزاق غورنا وأولغا توكارتشوك الحائزان على جائزة نوبل للآداب، وكتّاب آخرين من بينهم بانكاج ميشرا ووليام دالريمبل وكولم توبين. وجاء في الرسالة التي نُشرت الإثنين أنّ المنظّمين "يغلقون المجال أمام الصوت الفلسطيني".
وأضافت الرسالة: "يتحمّل معرض فرانكفورت، باعتباره معرضًا دوليًا كبيرًا للكتاب، مسؤولية خلق مساحات للكتّاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتأمّلاتهم بشأن الأدب خلال هذه الأوقات المريعة والقاسية، وليس إغلاقها". وإضافة إلى المؤلّفين، وقّع ناشرون ووكلاء أدبيون على الرسالة.
وأعلنت بعض دور النشر العربية في نهاية الأسبوع، أنها ستنسحب من المعرض الذي يستمرّ من الأربعاء إلى الأحد.
وقالت "هيئة الشارقة للكتاب" من دولة الإمارات، في إعلان انسحابها، "الثقافة والكتب تقف دائمًا مساندة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المجتمعات". وأضافت: "نؤمن بأنّ هذا الدور أصبح الآن أكثر أهمية من أيّ وقت مضى".
وأصدرت "جمعية الناشرين الإماراتيين" بيانًا مماثلًا.
انسحاب ماليزيا
إلى ذلك، أعلنت وزارة التعليم الماليزية انسحابها من المشاركة في المعرض متهمة المنظمين باتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل.
وقالت وزارة التعليم الماليزية في بيان في وقت متأخر أمس الإثنين: "الوزارة لن تغض الطرف عن العنف الذي ترتكبه إسرائيل في فلسطين والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان."
وأضافت أن "قرار (الانسحاب) يتماشى مع موقف الحكومة بالتضامن وتقديم الدعم الكامل لفلسطين".
وتدعم ماليزيا منذ فترة طويلة القضية الفلسطينية، وقال رئيس الوزراء أنور إبراهيم هذا الأسبوع إنه لا يتفق مع الضغوط الغربية للتنديد بحماس.
ودعا أنور اليوم الثلاثاء إلى الوقف الفوري للقصف على غزة وفتح ممر إنساني، وذلك في أعقاب محادثة هاتفية مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.