كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أن اليمن يواجه مع بداية العام الدراسي الجديد أزمة تعليمية حادة.
وقالت المنظمة إن النزاع الدائر والانقطاع المتكرر في العملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد وتفتت نظام التعليم أضر بشكل عميق القطاع التعليمي، كما أضر بشكل عام التطور المعرفي والصحة النفسية لنحو عشرة ملايين طفل في سن الدراسة في اليمن.
وفي الوقت نفسه، قدرت اليونيسيف أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج المدارس بزيادة نصف مليون منذ بدء النزاع.
مدين عوض، واحد من الأطفال الذين يريدون الذهاب إلى صفه الدراسي لكنه مجبر على العمل في غسيل السيارات من أجل إعالة أسرته، ويقول لـ"العربي": "أنا حزين لأني لا أدرس مثل رفاقي. لقد وصلوا للصف السابع وأنا لا أدرس مثلهم لأني أخرج للشارع للعمل ومساعدة والدي للصرف على بيتنا".
في حين يقول والد مدين الذي يعمل في إصلاح الأحذية إنه كان مُجبرًا على إخراج أولاده من المدارس، لأنه لم يعد قادرًا على دفع تكاليف دراستهم في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي وصل إليه اليمن.
طلاب تحت الخطر
ويعود نصف مليون طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية في مدينة تعز في ظل ظروف قاسية. وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على النزاع، هناك واحدة على الأقل من بين أربع مدارس غير صالحة للاستخدام.
ورغم الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أبريل/ نيسان الماضي ففي بعض المناطق طلاب وطالبات يواجهون العديد من المخاطر. وتقول الطالبة ملاك فيصل إن منزلها يقع على خط النار وأمام القناصة الحوثيين.
وتضيف في حديثها مع "العربي": "حين نذهب إلى المدرسة كل يوم نخرج محاطين بالخطر".
وفي هذا السياق، يقول رئيس منظمة وجوه للتنمية مصنور الجرادي: إن ما يحصل في اليمن منذ 8 سنوات هو عملية كارثية خاصة في مجال التعليم حيث يوجد انقسام حاد في نظام التدريس بين الشمال والجنوب، وهناك ضرر كبير ونحو 2500 مدرسة خارج الخدمة، ولم تعد قادرة على استيعاب الطلبة، وهناك نحو مليوني طالب خارج إطار التعليم وهم في سن الدراسة وأيضًا هناك 400 ألف طالب يخرجون من العملية التعليمية.
ويشير الجرادي في حديثه مع "العربي" من صنعاء إلى أن هناك جهودًا مجتمعية ومنظمات كاليونيسيف تتحمل جزءًا من تكاليف بعض الأسر الفقيرة والمتضررة من الحرب لتعود إلى مقاعد الدراسة، لكنها لا تكفي.