لم تسلم الزراعة والصناعة في اليمن من ويلات الحرب، ومن بينها العسل اليمني الذي يشتهر بجودته العالية، وتحديدًا عسل السدر الملكي.
وتواجه صناعة العسل عقبات عدة منها صعوبة تنقّل النحّالين بحثًا عن النباتات المزهرة، إضافة إلى الجفاف وندرة هطول الأمطار، ما يهدّد مصدر رزق أكثر من 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل.
وتحدّث محمد سيف، وهو مربي نحل يمني، لـ"العربي"، عن أن مهنة تربية النحل تكاد تكون في طور الانقراض، بسبب الأمراض المجهولة التي تصيب النحل.
ففي أسفل وادي الضباب في تعز، استهدفت القذائف النحل الذي يربيه سيف العام الماضي. وانخفض عدد الخلايا التي كان يمتلكها قبل الحرب إلى حوالي 80 خلية.
وروى سيف أن خلاياه تفقد ملكتها بين ليلة وضحاها، من دون معرفة الأسباب التي تكمن وراء ذلك، سواء جراء تغيّر المناخ أو تأثيرات الحرب.
وأدت الحرب، وتغيّر المناخ، والجفاف، وقلّة الامطار إلى تأثّر الغطاء النباتي، واضطراب النظام الإيكولوجي للنحل ما ساهم بتغييرات في عملية التلقيح.
العسل اليمني.. "فخر اليمن"
ولطالما كان العسل فخر اليمن، ومصدر الدخل الوحيد لآلاف الأسر اليمنية، لكن هذه الصناعة وقعت ضحية للحرب، وتغيّر المناخ، من الإنتاج حتى مراكز البيع.
ويعتبر العسل اليمني منتجًا فاخرًا غالي الثمن، وخيراته الباقية تذهب للتصدير، ولم يتبق لأهل اليمن قدرة على الشراء أو نقطة للشفاء.
وتحدّث نبيل الحكيمي، بائع عسل، عن انخفاض مبيع العسل بشكل كبير.
وأوضح بشير عمر، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تولي صناعة العسل في اليمن أولوية كبرى، كونها من القطاعات الإنسانية التي تشكل مصدر رزق لآلاف الأسر اليمنية.
وأضاف عمر، في حديث إلى "العربي" من صنعاء، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعمت أكثر من 1100 أسرة يمنية تعتمد على صناعة العسل خلال السنة الماضية، ولديها مشروع لدعم الآلاف الأسر الأخرى خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأوضح أن المساعدة المقدمة من اللجنة عبارة عن تزويد النحّالين بخلايا النحل، وتدريبهم على الإهتمام بالنحل ورعايتها.
وأكد أن الحل للمشاكل التي يعاني منها النحالون يكمن في الدعم المستمرّ، وتسهيل عملية تصدير المنتجات، وإيقاف العمليات العسكرية بما يسمح لهم بالتنقّل من أجل تغذية خلايا النحل ورعايتها.