الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

بسبب انعدام الجاذبية.. رواد الفضاء يعانون بعد العودة لاستعادة كثافة العظام 

بسبب انعدام الجاذبية.. رواد الفضاء يعانون بعد العودة لاستعادة كثافة العظام 

شارك القصة

دراسة تكشف معاناة رواد الفضاء من انخفاض في كثافة العظام بسبب انعدام الجاذبية (الصورة: وكالة ناسا)
دراسة تكشف معاناة رواد الفضاء من انخفاض في كثافة العظام بسبب انعدام الجاذبية (الصورة: وكالة ناسا)
يفقد رواد الفضاء خلال رحلاتهم جزءًا من كثافة العظام بأجسادهم تعرف باسم الكتلة العظمية، ويكافحون من أجل التعافي إذ قد يستغرق الأمر أكثر من عام بعد عودتهم إلى الأرض.

وجد الباحثون أن رواد الفضاء يواجهون بعد العودة إلى كوكبنا، صعوبة في التعافي من حالات انخفاض كثافة العظام الشبيهة بهشاشة العظام، إذ يفقدون جزءًا كبيرًا من الكتلة العظمية خلال وجودهم في مناطق انعدام الجاذبية، وقد لا يتعافى كثيرون منهم حتى بعد عام من عودتهم إلى الأرض.

فقد حذّرت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" من أن هذه النتائج التي استخلصت، قد تشكل "مصدر قلق كبير" للبعثات المستقبلية إلى المريخ.

 وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن رواد الفضاء يفقدون ما بين 1 و2% من كثافة عظامهم عن كل شهر يقضونه في الفضاء، بسبب أن انعدام الجاذبية يزيل الضغط عن أرجلهم عندما يتعلق الأمر بالوقوف والمشي.

خسارة كثافة العظام في الفضاء تعادل عقودًا على الأرض

ولمعرفة كيف يتعافى رواد الفضاء بمجرد عودة أقدامهم إلى الأرض، قامت الدراسة جديدة بإجراء مسح ومضي لمعصم وكاحلي 17 رائد فضاء قبل وأثناء وبعد الإقامة في محطة الفضاء الدولية (ISS).

ويشرح المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ستيفن بويد، من جامعة كالغاري الكندية ومدير معهد مكايغ لصحة العظام والمفاصل، أن كثافة العظام التي فقدها رواد الفضاء المشاركون في البحث كانت تعادل مقدار ما قد يخسره الإنسان على مدار عقود على الأرض.

أكثر من ذلك، وجد الباحثون أن كثافة عظام قصبة الساق لتسعة من رواد الفضاء المشاركين، لم تتعاف تمامًا بعد عام كامل على الأرض، وما زالت الأضرار الناجمة عن فقدان العظام توازي عقدًا من الزمن أو أكثر.

أما اللافت، فهو اكتشاف أن رواد الفضاء الذين قضوا أطول المهمات في الفضاء، والتي تراوحت بين أربعة إلى سبعة أشهر في محطة الفضاء الدولية، هم الأبطأ في التعافي. 

هل مستقبل البعثات الفضائية مهدد؟

حول هذا الأمر يعلق بويد: "كلما قضيتم وقتًا أطول في الفضاء، كلما فقدت المزيد من العظام"، محذّرًا من أن هذا الاستنتاج هو "مصدر قلق كبير" للبعثات المستقبلية المخطط لها إلى المريخ، حيث يمكن أن يقضي رواد الفضاء سنوات في حالة انعدام الجاذبية.

في المقابل، لفت الدكتور إلى أنه من الممكن أن نصل إلى حالة من الاستقرار في الكتلة العظمية بعد فترة، أو العكس، لكنه استبعد من وجهة نظره استمرار ضمور العظام "حتى لا يتبقى شيء".

في السياق، توقعت دراسة نموذجية من عام 2020 أنه ضمن رحلة مدتها ثلاث سنوات إلى المريخ، سيكون 33% من الرواد المشاركين معرضين لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.

بدورها، رأت غيميت غوكلان كوخ، رئيسة قسم الأبحاث الطبية في وكالة الفضاء الفرنسية CNES، أن انعدام الوزن الذي يحدث في الفضاء هو "أكثر حالات الخمول البدني خطورة".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close