تواجه شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية دعوى تشهير بقيمة 1,6 مليار دولار، بسبب تغطيتها الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، حسبما أفادت صحيفة "ذي إندبندنت".
وكانت "فوكس نيوز" قد تبنت رواية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن تزوير الانتخابات إرضاء لجمهورها بحسب الوثائق والتسريبات التي تكشف في أوراق دعوى شركة "دومينيون".
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من اعتراف مسؤولين في الشبكة بأن ترمب ومؤيديه يكذبون، إلا أنها استمرت في بث مزاعم على الهواء حتى لا تخسر جمهور ترمب.
وأضافت أنه بحسب القناة الأميركية فإن جوهر القضية هو حرية الصحافة والتعبير، وهي حقوق أساسية يكفلها الدستور.
وفي صحيفة "واشنطن بوست"، رأت جنيفر روبن أن الدعوى على "فوكس نيوز" قد تصيب الإعلام الأميركي بالشلل، مضيفة: "يبدو أن دومينيون واضحة للغاية لدرجة أن القاضي يمكن أن يصدر الحكم فورًا".
وتابعت أن قناة "فوكس نيوز" لم تطعن في الاتهامات التي وجهتها لها دومينيون، وليس لديها أي دليل للطعن فيها، لافتة إلى أن دومينيون لديها مجموعة من الأدلة والإفادات والوثائق التي تدين الشبكة وصولًا إلى رئيسها.
دور مذيع "فوكس نيوز"
وفي سياق متصل، سلطت أروى مهداوي في مجلة "الغارديان" البريطانية الضوء على مذيع الشبكة تاكر كارلسون ودوره في القضية، وقالت في وقت كان فيها كارلسون يكيل المدائح لترمب لإرضاء المتابعين، كان يبعث برسائل نصية إلى أصدقائه معبرًا فيها عن احتقاره للرجل.
وأضافت في اليوم التالي لأعمال الشغب في الكابيتول، وصف كارلسون ترمب في واحدة من الرسائل التي كشف عنها بأنه قوة شيطانية مدمرة.
ورأت مهداوي أن رسائل كارلسون تظهر سعيه إلى الاستفادة من دوائر النخبة السياسية في واشنطن، رغم انتقاده لها بانتظام، معتبرة أيضًا أن رسائله النصية المودعة لدى المحكمة لا تجعل آراءه في ترمب واضحة فحسب، بل تثبت أنه لا يحترم مشاهديه مطلقًا.
قضية "فوكس نيوز"
وبشأن الدعوى التي رفعت ضد "فوكس نيوز"، يوضح الكاتب السياسي سام منسى أن الدعوى واضحة جدًا، لأن شركة "دومينيون" هي شركة تنتج آلات للتصويت والفرز، وبالتالي كان هناك تشكيك في مصداقية هذه الآلات، واُتهمت الشركة بأنها زورت النتائج، ما يصيبها بالضرر الكبير والفادح.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، يعرب منسى عن أن من المبالغة إلى حد ما القول بأن الدعوى ستصيب آلة الدعاية اليمينية كـ"فوكس نيوز" وغيرها من قنوات التلفزة في الولايات المتحدة الأميركية.
تأثير #ترمب على الحزب الجمهوري مازال قويا.. ما مدى تأثير ذلك على انتخابات التجديد النصفي في #أميركا؟ تقرير: ريما أبو حمدية pic.twitter.com/W1Cs4D2YzK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 1, 2022
ويضيف أن المشكلة في الولايات المتحدة أعقد من ذلك إلى حد ما، مبينًا أن حالة "فوكس نيوز" تشبه إلى حد ما حالة دونالد الذي سقط كما يقال بالمظلة على الحياة السياسية الأميركية كمخلوق غريب من خارج التركيبة السياسية، كما أنه سقط سقوطًا على جمهور مهيأ لخطاب سياسي يعبر عنه ترمب.
التساهل في بث أخبار كاذبة
ويلفت إلى أن فوكس نيوز كان لديها نوع من التساهل في بث أخبار كاذبة لمجرد أنها تريد الاحتفاظ بمكانتها الأولى بين الإعلام اليميني، وكي لا تفقد الجمهور الواسع من اليمينيين الذين يؤيدونها.
ويردف منسى أن السبب الرئيسي وراء هذه القضية هو حدة التجاذب السياسي الذي وصلت إليه الأمور مع وصول دونالد ترمب أولًا كمرشح، وثانياً كرئيس للجمهورية لمدة أربع سنوات، مشيرًا إلى أن قضية تزوير الانتخابات التي تسمى في الولايات المتحدة "الكذبة الكبرى" هو أمر تقتنع به شريحة واسعة من الأميركيين التي لا تؤيد ترمب كشخص، لكنها مؤمنة بالخط السياسي والشعارات التي يطلقها.
ويشرح الكاتب السياسي أن الإعلام يعكس مزاج الناس إلى حد ما، مشيرًا إلى أن المزاج العام في الولايات المتحدة لدى الجمهوريين غير متحمس لدونالد ترمب، وهناك عدد كبير بين الجمهوريين أنفسهم يسعى اليوم لأن يبعد ترمب عن الانتخابات الرئاسية.