قال مسؤولون يوم الجمعة إن حكومة نيبال تدرس نقل معسكر قاعدة جبل "إيفرست"، حيث يتسبب الاحتباس الحراري والنشاط البشري في الذوبان السريع للأنهار الجليدية.
وقد صرح سوريا براساد أوبدهياي، مسؤول الإعلام في وزارة السياحة، لوكالة أنباء "شينخوا" أن "المناقشات بشأن تغيير موقع المعسكر الأساسي بدأت. ولم يتخذ قرار بشأن نقل القاعدة حتى الان ".
تأثير النشاط البشري
وفي كل عام، يتجمع مئات المتسلقين من جميع أنحاء العالم في المعسكر الأساسي، الذي يقع على ارتفاع 5364 مترًا على نهر خومبو الجليدي، بهدف الوقوف على أعلى قمة في العالم.
وشهد المتسلقون تغيرات متزايدة حول المعسكر الأساسي، حيث تمكنوا من جمع المياه مباشرة في السنوات الأخيرة، بدلاً من جمع الثلج الذي يغلى في أوان ضخمة لصنع الماء.
وقال مسؤولون في وزارة السياحة إن المناقشات الداخلية جارية بعد تشكيل فريق عمل لاستكشاف طرق أفضل لتنظيم الرحلات الاستكشافية. وقال عضو في فريق العمل لـ"شينخوا": "إنهم قدموا مسودة توصيات إلى الإدارة تقترح نقل معسكر القاعدة من موقعه الحالي".
خطر على البشر
وقال بهيسما راج بهاتارا، ضابط في قسم تسلق الجبال بإدارة السياحة: "إن الأنشطة البشرية المتزايدة، بما في ذلك الطهي في المعسكر الأساسي، ساهمت في بيئة دافئة على جبل إفيرست" الذي يبلغ ارتفاعه 8848.86 مترًا والذي يمتد بين نيبال والصين. وأضاف أن "ذوبان الجليد عرض حياة البشر لخطر أكبر".
من جهته، قال خيم لال غوتام، كبير مسؤولي المسح: "إنهم اقترحوا أيضًا نقل معسكر القاعدة إلى موقع آخر لتجنب الاتصال المباشر بين البشر ونهر خومبو الجليدي".
ولفت غوتام، الذي تسلّق جبل إيفرست في عامي 2011 و2019 كمساح لقياس ارتفاع الذروة، إن تغير المناخ يعيد تشكيل المشهد بأكمله في المنطقة.
وقد كشف بحث أميركي نشر في فبراير/ شباط الماضي أن أعلى نهر جليدي في جبل إيفرست، وهو ساوث كول الجليدي، يفقد عقودًا من الجليد سنويًا وسط ارتفاع درجات الحرارة. ومما يثير القلق أن هذا قد يؤدي إلى مزيد من الانهيارات الثلجية وانخفاض إمدادات المياه والتي يعتمد عليها أكثر من مليار شخص للشرب والري، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
تأثير تغيّر المناخ على القطب الشمالي
ويشكل ذوبان الجليد قلق متزايد، فقد أدى تغيّر المناخ في القطب الشمالي إلى ارتفاع درجات الحرارة وأذاب جليدًا يمكن أن يغرق ولاية بحجم فلوريدا في أغسطس/ آب الماضي.
ويحذّر العلماء من أحداث جوية مماثلة تصبح أطول أمدًا وأكثر تكرارًا فالهواء الدافئ احتبس فوق غرينلاند ما تسبب في ارتفاع الحرارة، وقد أذاب 22 غيغا طنًا من الجليد بسرعة فائقة، تدفق أكثر من نصفها إلى المحيط ما يرفع من مستوى سطح البحر.
ويمكن أن تخلق مثل هذه التغيرات حلقات مرتدة تؤدي إلى مزيد من الاحترار في غرينلاند. وبذوبان الكثير من الثلوج تتعرض الأرض إلى مزيد من ضوء الشمس بدلًا من عكسها مرة أخرى خارج الغلاف الجوي.
ومع موجات من الحر والفيضانات والحرائق تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يرفع من درجة الحرارة فيذيب جليد غرينلاند.