أعلنت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة الحائزة على جائزة نوبل أنها ستعلق النشر حتى "نهاية حرب فلاديمير بوتين الوحشية في أوكرانيا". وتعد هذه الصحيفة واحدة من أهم الصحف المستقلة في روسيا.
فقد منع قانون جديد، أقره البرلمان الروسي هذا الشهر، وسائل الإعلام من نشر أخبار بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا بطريقة تسيء لروسيا وحتى استخدام كلمة "حرب".
وضع استثنائي
وبرر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إصدار هذا القانون، قائلًا: "القانون ضروري وعاجل وصارم بسبب الحرب الإعلامية غير المسبوقة على روسيا، نحن في وضع استثنائي يتطلب إجراءات استثنائية".
وبموجب هذا القانون، يمكن أن يُسجن الصحافيون لمدة تصل إلى 15 عامًا لخرقهم القانون شديد القسوة، مما يجبر العديد من وسائل الإعلام الغربية على التوقف عن إرسال التقارير من البلاد. واتخذت بعض وسائل الإعلام المستقلة القرار نفسه، في خطوة تمثل انتكاسة لحرية التعبير.
Russia’s Independent Novaya Gazeta to Stop Publishing Until War Ends. A momentous decision for an outlet of extremely courageous journalists, six of whom have been killed in connection with their work in the Russian Federation during Putin's reign https://t.co/1IObp8Sa4b via @wsj
— Bojan Pancevski (@bopanc) March 28, 2022
تحذير "نوفايا غازيتا"
وكان موقع صحيفة "نوفايا غازيتا" فارغًا صباح اليوم الإثنين باستثناء رسالة ساخرة بعض الشيء. وتقول الرسالة: "تلقينا تحذيرًا آخر من روسكومنادزور"، في إشارة إلى الخدمة الفدرالية الروسية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام. وأضافت: "بعد ذلك، نتوقف عن التغطية الإعلامية عبر النسختين الإلكترونية والمطبوعة حتى نهاية العملية الخاصة على أراضي أوكرانيا".
والعام الماضي، فاز المحرر ديمتري موراتوف بجائزة نوبل للسلام. وفي ذلك الوقت، قال بافيل كانيجين من صحيفة "نوفايا غازيتا" لصحيفة "ذي ديلي بيست" إنهم يأملون في أن يحميهم الاعتراف الدولي من القمع. وقال: "جائزة نوبل هي درعنا. أخبرنا موراتوف أنها جائزة لغرفة التحرير بأكملها وأننا الآن سنكون قادرين على حماية المراسلين المعرضين للهجوم بدرعنا".
لكن درع نوبل لم يكن كافيًا، حيث تم اغتيال سبعة من صحافيي الصحيفة منذ عام 2001 بمن فيهم آنا بوليتكوفسكايا، وهي صحافية استقصائية ولدت في نيويورك والتي قُتلت بالرصاص خارج شقتها بعد نشر كتاب "روسيا بوتين: الحياة في ديمقراطية فاشلة".
تضييق الخناق على الإعلام
وذهبت معظم المنافذ الروسية المستقلة إلى المنفى أو نشرت صفحات فارغة بعد أن بدأ بوتين في اتخاذ إجراءات صارمة بشأن كيفية تغطية الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتابعت "نوفايا غازيتا" عملها فيما دخل الهجوم شهره الثاني. وهي الصحيفة الروسية الوحيدة التي لديها مراسل في أوكرانيا يرسل رسائل حول الحرب في أوكرانيا.
وفي إطار التضييق على الحريات الإعلامية، أُغلقت محطة "صدى موسكو" (إيكو موسكوفي)، وهي أكبر محطة إذاعية روسية مستقلة، في مطلع مارس/ آذار الجاري.
كما علّقت محطة "دوجد" (المطر)، وهي محطة تلفزيونية مستقلة رائدة، أعمالها بعد تلقيها تهديدًا بالإغلاق من السلطات.
كما أفادت "ويكيبيديا" الروسية، وهي نسخة اللغة الروسية من الموسوعة التشاركية، بأن موسكو هددت بحظر الموقع بسبب مقال يشير إلى وفيات من المدنيين الأوكرانيين، وكذلك من القوات الروسية التي دخلت أوكرانيا.
وتعتبر منظمات غير حكومية روسيا من الدول التي تفرض أكبر قيود على حرية الصحافة. كما تحتلّ روسيا المرتبة 150 من أصل 180 في أحدث مؤشر لحرية الصحافة أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود".
ومع اندلاع النزاع في أوكرانيا، باتت وسائل الإعلام التي قد يكون تأثيرها أشد فتكًا من الآليات العسكرية، ساحة أخرى للحرب بين روسيا والغرب.
فقد أعلن الاتحاد الأوروبي منع بث قناتي "آر تي" و"سبوتنيك" الروسيتين الحكوميتين على أراضيه بتهمة تشويه الحقائق، متهمًا إياهما بأداء دور حاسم في دعم الحرب ضد أوكرانيا وزعزعة استقرار الدول المجاورة.