تجمع الكرة ما تفرقه السياسة، فكثيرًا ما كانت كرة القدم ومباريات المونديال مناسبة جامعة.
وفي هذا الإطار منحت بطاقة "هيّا" التي أطلقتها قطر مزايا لحامليها تتيح لهم دخول الملاعب وحضور الأنشطة المصاحبة لكأس العالم والاستخدام المجاني لوسائل النقل العام في أيام البطولة.
وفي الإطار الأوسع، تفتح مفاعيل البطاقة حدودًا عربية وتمنح جواز مرور يشبه فيزا شنغن الأوروبية في دول عربية عدة كالسعودية والإمارات وسلطنة عمان، حيث تتاح خدمات هذه الدول لاستضافة حاملي بطاقة "هيا" الرقمية.
البطاقة تعني تأشيرة دخول وإقامة تختلف مدتها حسب الدولة. وحتى الأردن تبنت البطاقة واعتمدتها لمنح تأشيرات دخول إليها لجميع الجنسيات من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة.
"نموذج يبنى عليه"
وفي هذا الإطار، رأى رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري أن ابتكار البطاقة يشكل خطوة استباقية مميزة من قبل دولة قطر قبيل استضافة الحدث الكروي العالمي.
وأشار في حديث إلى "العربي" من الرياض إلى أن تجربة بطاقة "هيّا" قد تشكل فرصة ونموذجًا يبنى عليه خلال المونديال وبعده.
وردًا على سؤال عن كيفية التوصل إلى هذا الاتفاق حول البطاقة بين هذه الدول، أكد الشهري أن الرياضة جزء من الدبلوماسية الناعمة، معتبرًا أنها يمكن أن تحقق في كثير من الأحيان أمورًا أكثر مما تحققه السياسة.
واعتبر أنه يمكن الاستفادة من تجربة بطاقة "هيّا" في السياحة ومواسم الحج لأنها تسهل وضع معلومات الشخص في بطاقة واحدة بطريقة يمكن الرجوع إليها بسرعة من دون الحاجة إلى كثير من الإجراءات.
ورأى أن الدول العربية التي أعطت الضوء الأخضر لاستخدام البطاقة ستؤسس لبناء قاعدة معلومات يمكن أن يُستفاد منها ليس فقط بالرياضة بل في مجالات أخرى كالسياحة.
مشابهة للتجربة الأوروبية
بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر يوسف بوعندل أن هذه المبادرة جيدة جدًا، نظرًا لما تقدمه البطاقة من ميزات للداخلين إلى قطر.
وأوضح في حديث إلى "العربي" من الدوحة أن حاملي هذه البطاقة من جميع الجنسيات يمكنهم السفر إلى مجموعة من الدول وخصوصًا الخليجية منها.
وقال إن الفرصة سانحة اليوم للمواطن العربي أن يدخل إلى دولة عربية ويشعر وكأنه في أوروبا حيث تسمح تأشيرة "شنغن" بالتنقل بين دول أوروبية عدة.
"أبعاد عاطفية"
أستاذ علم الاجتماع السياسي بدر الماضي شدد على أن للبطاقة أبعاد عاطفية واجتماعية وسياسية وسياحية واقتصادية مهمة جدًا.
وقال في حديث إلى "العربي" من عمّان إن ما يحصل مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة في هذه المبادرة.
وأضاف أن هذه الخطوة جبارة ومهمة يمكن البناء عليها في المستقبل، داعيًا إلى البناء على الأمور الجيدة وتخطي هاجس الخوف بين الدول والخروج من الإطار الضيق.