تتواصل أصداء العدوان على غزة في الغرب، الذي اختارت معظم حكوماته ومؤسساته الرسمية الاصطفاف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، وحصار الرواية الفلسطينية ومحاربتها بكل قوة.
فلم يكتف الغرب بحصار الجهات السياسية الداعمة للحق الفلسطيني، إنما وصل الأمر إلى ملاحقة المهاجرين والمواطنين والطلاب وصناع المحتوى، وحتى المشاهير من فنانين ولاعبي كرة.
وكان من بين هؤلاء أنور الغازي، وهو لاعب كرة قدم هولندي من أصول مغربية، لعب في عدد من أندية أوروبا الكبرى منها أياكس أمستردام الهولندي وليل الفرنسي وأستون فيلا الإنكليزي، واستقر به المقام أخيرًا في ماينز الألماني.
إيقاف أنور الغازي
ففي اليوم العاشر من الاعتداء على غزة، أوقف النادي الألماني لاعبه بسبب نشر "ستوري" أعلن فيها تعاطفه مع الأطفال الفلسطينيين أمام القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة.
وبعد 10 أيام أخرى، عاد النادي وأعلن رفع الإيقاف عن الغازي، بسبب تراجعه عن موقفه في دعم القضية الفلسطينية.
لكن الغازي نفسه نفى تراجعه، وقال إن ما نشره النادي على لسانه ليس صحيحًا، وأنه ثابت على موقفه في دعم القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف العدوان على غزة.
من جهته، صدم النادي من رد فعل الغازي، وقرر فسخ عقده معه، وكان مدهشًا رد فعل أنور الذي كتب على حسابه في إنستغرام: "قف إلى جانب الحق، حتى لو كان ذلك يعني الوقوف بمفردك، خسارة مصدر رزقي لا شيء مقارنة مع الجحيم الذي يسلط على الأبرياء والضعفاء في غزة".
"إنسان عظيم"
وتفاعل كثير من المتابعين العرب مع موقف الغازي، إذ أشاد محمود بموقف الغازي وقال: "إنسان عظيم ورجل من ظهر رجل وسيعوضك الله خيرًا".
وقالت دعاء: "هذه مواقف ستسجل في التاريخ لصالح متّخذها، ليس سهلًا على الناس أن يضحوا بمصدر رزقهم في حين كان يمكنهم السكوت، لكن الغازي آثر الحديث وإظهار الحقيقة".
من جهته، قال علي: إن "الموقف المحترم تسبب في شهرة هذا اللاعب الذي ربما لم يكن بشهرة بعض اللاعبين العرب في أوروبا الذي وصف موقفهم المخزي".
وليس الغازي اللاعب الوحيد الذي تعرض لهذا التضييق في ألمانيا، فقبل أسبوعين تعرض اللاعب المغربي أيضا نصير مزراوي لاعب بايرن ميونيخ للتحقيق والإيقاف لنفس السبب.
