السبت 16 نوفمبر / November 2024

بعدما كان حديث الأولمبياد.. هجمة عنصرية على بطل تركي بسبب حجاب والدته

بعدما كان حديث الأولمبياد.. هجمة عنصرية على بطل تركي بسبب حجاب والدته

شارك القصة

صورة الرامي التركي يوسف ديكيتش مع والدته
نشر الرامي التركي يوسف ديكيتش صورة له مع والدته مصحوبه بتعليق أغلى ما أملك - حساب اللاعب الرسمي على منصة إكس
بعد أقل من شهر على إنجازه وتصدره عناوين الأخبار العالمية والمحلية في تركيا، يعود اللاعب يوسف ديكيتش للواجهة مرة أخرى في بلده.

انشغل الجميع في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي استضافتها باريس بالثقة الكبيرة والكاريزما التي يمتلكها اللاعب التركي يوسيف ديكيتش.

وظهر هذا اللاعب وهو يرمي دون ارتداء النظارات المخصصة، ولا يظهر عليه أثر التوتر، ويضع يدًا في جيبه ويرمي بالأخرى.

ورغم حصوله على الميدالية الفضية، لا يكاد أحد يعرف اسم صاحب الميدالية الذهبية فيما يعرف الجميع ديكيتش. حتى إن زملاءه ومشاهير حول العالم قلدوا وضعيته أثناء الرمي.

وبعد أقل من شهر على إنجازه وتصدره عناوين الأخبار العالمية والمحلية في تركيا، يعود ديكيتش للواجهة مرة أخرى في بلده.

ولكن هذه المرة عبر صورة له مع والدته على حسابه الرسمي في موقع إكس، مصحوبه بتعليق: "أغلى ما أملك". 

وقد أنتجت هذه الصورة إشكالية في أن البعض لم تعجبهم هيئة والدته وظهورها بالحجاب، فبدأت التعليقات العنصرية تتوالى على منشوره.

فرأى البعض أن يوسيف ديكيتش "أساء لصورة تركيا" من خلال صورته مع والدته، معتبرًا أن "الصورة لا تليق بتركيا التي تسعى لأن تكون جزءًا من أوروبا" وفق تعبيره، وآخرون أشاروا إلى أنه "لا يليق بأحد رموز تركيا أن تظهر والدته بالحجاب لأن ذلك ينافي قيم الجمهورية"، وفق قولهم، إلى جانب تعليقات أخرى.

استياء واسع

وقد أثارت هذه التعليقات استياء كثيرين ممّن عبروا عن دعمهم لديكيتش؛ أبرزهم وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية ماهينور غوكتاش، التي نشرت صورتها مع والدتها معلقة على الصورة: "أمهاتنا هن أقدس ما لدينا، تحية لكل الأمهات اللواتي نجحن في تربية أبناء بارين يقدرون هذا الكنز".

وقد شوهد منشور ديكيتش نحو 35 مليون مرة وتفاعل كثير من الأتراك وغيرهم معه، بعد أن تعاطف معه كثيرون ضد التعليقات المسيئة لوالدته.

وعلّق المحامي التركي فاتح دومان على الصورة بأن ما قام به هؤلاء مخالف للقوانين التركية ويهدد السلم العام، مطالبًا ديكيش باتخاذ إجراءات قانونية ضد من أساؤوا لوالدته لأن هذا سيحمي بقية نساء تركيا وليست والدته وحدها.

وتساءلت شعلة إرسوي: "هل لا يزال هؤلاء يعيشون بيننا بتلك العقلية الإقصائية؟. هل يجرؤون على مواجهة أتاتورك لو كان حيًا وشاهدوا والدته وهي ترتدي الحجاب، هذا نوع من المتاجرة وبشكل آخر هو هزيمة ثقافية واعتراف بفشل المشروع العنصري الأبيض في بلادنا".

"سيدة عظيمة"

أما غوكهان ناظم أوغلو فقال: لقد نجحت هذه الأم في إخراج عسكري ناجح حمى تراب الوطن ثم تقاعد من عمله العسكري دون أن يعتمد على راتبه التقاعدي فقط. لكنه قرر أن يواصل العمل باسم تركيا ورفع علمها في المحافل الدولية والقتال في ميادين أخرى.. أنتم ماذا قدمتم لبلدنا؟.

وقال رشيد كيكسين: "هذه السيدة العظيمة تشبه أم رئيسنا وتشبه غالبية النساء في بلادنا، فمن أين لكم الثقة بأن هذا البلد لكم أنتم دوننا.. واصل مشوارك أيها البطل وكل التحية لوالدتك وكل أمهاتنا واترك جانبًا هؤلاء الغيورين من نجاحك".

وبالفعل يبدو أن ديكيتش أخذ بنصيحة رشيد، فلم يرد على أي من التعليقات المسيئة على صفحته لكنه علق لصحيفة محلية بالقول: "أنا لست منشغلًا سوى بتحقيق المزيد من الإنجازات. إن كان لي من تعليق فأقول من يخجل من أمه يخجل من وطنه ومن لا يحب أمه لا يمكن أن يحب وطنه. ثم انظروا أيها الخائفون أن نكون عارًا على أوروبا لقد جاء تركي -يقصد نفسه- وقام بشيء قلده العالم كله".

ثم أكمل: "من يخجل من أنها صورة أمي فعليه الرجوع إلى صورة زبيدة آن، والدة مصطفى كمال أتاتورك".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close