تخطط شركة "غوغل" لاعتماد قواعد خصوصية جديدة للحد من "التتبع" عبر تطبيقات هواتف "أندرويد"، في خطوة مشابهة لما قامت به شركة "أبل" من وضع قيود على "صناعة الإعلانات" التي تستهدف جمع البيانات سرًا من مليارات الهواتف المحملة.
ومنذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طلبت "أبل" من أي تطبيق على نظام التشغيل الخاص بها "IOS" تضمين معلومات حول الخصوصية، ليعرف المستخدم جميع الطرق التي يستخدم بها التطبيق البيانات الشخصية.
وتأتي هذه التغييرات في الوقت الذي تواجه فيه ممارسة تتبّع المستخدمين الرقمية تدقيقًا متزايدًا في أوروبا من قبل المنظّمين، الذين يدرسون مدى شرعية أنواع معينة من الإعلانات المستهدفة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إنهاء عقد من الممارسات الإعلانية عبر الهواتف الذكية، حيث قامت الشركات، بما في ذلك شركة "ميتا" مالكة شبكة "فيسبوك"، بـ "ترميز" تطبيقاتها لتتبّع سلوك المستخدم.
وقالت "غوغل"، في بيان، إنها تُخطّط لتطوير بدائل تركّز على مزيد من الخصوصية المرتبطة بالأجهزة الخلوية الذكية والتطبيقات التي تجمع المعلومات حول المستخدمين.
وأشارت "غوغل" إلى أنها ستُواصل الدعم المقدّم للأجهزة الخلوية والتطبيقات بشكلها الحالي لمدة عامين على الأقل، وإعطاء صنّاع التطبيقات إشعارًا قبل أي تغييرات أساسية، وأنها ستعمل مع المطوّرين على توفير البدائل.
وأكدت الصحيفة أن هذا التوجّه سيساعد "غوغل" في خطتها للتخلص التدريجي من "دعم معرفات الويب" أو ما يُعرف بـ"ملفات ارتباط الطرف الثالث" في غضون عامين.
بدائل
وقالت "غوغل" إن هدفها هو إنشاء "حلول إعلانية تعزّز الخصوصية، حيث يعرف المستخدمون أن معلوماتهم محمية، ويملك المطورون والشركات الأدوات اللازمة للنجاح على الهاتف المحمول".
وأوضحت أن بدائل تتبع التطبيقات التي تخطط لتطويرها للهواتف المحمولة ستعمل بشكل مشابه لتلك التي تقترحها لمتصفحات الويب، حيث تخطط لاستبدال تقنية تتبع المستخدم التي تسمى ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث.
وفي أحد البدائل المقترحة، سيقوم مستخدمو أجهزة "أندرويد" بتتبع استخداماتهم للتطبيقات وتحليلها على أجهزتهم، بدلًا من إرسال معلومات الاستخدام الأولية إلى شركات خارجية. وستقوم الهواتف بعد ذلك بإخبار الأطراف الثالثة باهتمامات المستخدم حتى يمكن استهدافهم بالإعلانات ذات الصلة من دون معرفة المعلنين بمعرّف الهاتف الذكي لهذا المستخدم.
وأضافت أن الأنظمة الأخرى التي تخطّط لانشائها تهدف إلى السماح بالإعلانات المستهدفة بناءً على المنتجات التي شاهدها المستخدمون، أو قياس أداء الإعلانات.
تأثيرات مالية على "ميتا"
وقد تؤدي التغييرات المخطط لها على "أندرويد" إلى تعميق المشاكل المالية لشركة "ميتا"، حيث أدت التغييرات التي أجرتها "أبل" بوقف تتبع التطبيقات للمستخدمين، إلى خسارة شركة "ميتا" نحو 300 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وفي أوائل فبراير/ شباط الحالي، انتقد المدير المالي لشركة "ميتا" دايفيد وينير شركتي "أبل" و"غوغل" لمساهمتهما في معاناة شركته، مضيفًا أن شركته دفعت المليارات لشركة "أبل" سنويًا ليكون محرك البحث الافتراضي على أجهزة "أيفون".
لكن في منشور على المدوّنة الخاصة بها، ضمّنت "غوغل" حوالي اثني عشر تعليقًا من قبل المطورين داعمًا للتغييرات المخطط لها، بما في ذلك الشركة المسؤولة عن تطبيق "سنابشات".