لم يبق العدوان الإسرائيلي شيئًا في غزة، ولم تسلم منها حتى مجاري الصرف وشبكة مياه الشرب المغمورة في جوف الأرض، فالاحتلال جرف الأرض ونسف آبار وخزانات تغذية شبكة المياه الصالحة للشرب، فيما ترتفع الأصوات المحذرة في إسرائيل من أن هذا التدمير سيؤدي إلى تفشي أوبئة فتاكة يسهل انتقالها إلى الإسرائيليين.
ففي مدينة غزة وحدها، قدرت البلدية حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالبنية التحتية للمياه على النحو التالي:
- تدمير 40 بئرًا للمياه.
- نسف 9 خزانات.
- تدمير 42 ألف متر من شبكات المياه، إضافة إلى تراكم 70 ألف طن من النفايات.
وإثر ذلك، تقلصت حصة استهلاك الشخص الواحد من المياه إلى لترين يوميًا بدلًا من 90 لترًا قبل العدوان.
وبات الجوع يحصد الأرواح، وسط العطش وانعدام النظافة الذي أدى لتفشي أوبئة وأمراض فتاكة بعضها مختف منذ قرون.
وفي هذا الإطار، وصف محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني الواقع في قطاع غزة بالصعب والمأساوي على كل المستويات.
وقال نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود محمد أبو مغيصيب: "لا مكان آمنًا في غزة سواء للسكان أو للطواقم الطبية، لا نستطيع الوصول إلى مستشفيات عدة، فقدنا عددًا من زملائنا الذين تم استهدافهم مع عائلاتهم".
الأمراض والأوبئة الفتاكة تلاحق الاحتلال
وحتى في إسرائيل التي تقصف غزة وتمنع عنها الغذاء والدواء، ترتفع الأصوات المحذرة من أن تدمير البنية التحتية للمياه والطاقة في القطاع سيؤدي إلى تفشي أوبئة فتاكة يسهل انتقالها إلى الإسرائيليين.
إذ أحصى تقرير أعده كبار الأطباء في إسرائيل 312 ألف شخص يعانون من التهاب الجهاز التنفسي الحاد، و220 ألف مريض يعانون من الإسهال الحاد، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة. و6600 إصابة بالجدري المائي، إضافة إلى انتشار كبير لالتهاب الكبد الوبائي.
