التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارة لطهران الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، وذلك بعد أيام من زيارة قام بها للولايات المتحدة.
والتقى آل ثاني أيضًا نظيره محمد جواد ظريف لبحث "آخر المستجدات على صعيد العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية ودولة قطر، إلى جانب أهم القضايا الإقليمية والدولية"، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية.
بدورها أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن اللقاء استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة.
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يجتمع مع وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة. #قنا https://t.co/hWAFsbGFnO pic.twitter.com/l0OgomsGiY
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) July 25, 2021
وبعد ذلك، زار الوزير القطري رئيسي، في أول لقاء يعقده الأخير مع مسؤول أجنبي منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في 18 يونيو/حزيران.
من جانبه، أكد رئيسي أن الجمهورية الإسلامية "تسعى وراء الخير للجميع"، وذلك وفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وتأتي زيارة الوزير القطري بعد لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الخميس في واشنطن، حيث بحث معه "تطورات الأوضاع في المنطقة خصوصًا في أفغانستان، وإيران، وسوريا، وفلسطين"، وفق ما أفادت الخارجية القطرية.
وشدد آل ثاني يومها على "الحاجة الماسة إلى حوار مفتوح وشفاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وتأتي الزيارة القطرية لكل من العدوين اللدودين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، في وقت تخوض طهران وواشنطن مباحثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق حول البرنامج النووي.
وزير الخارجية القطري يحلّ ضيفًا في #واشنطن، ويبحث العلاقات الثنائية والتحولات المصيرية في الشرق الأوسط pic.twitter.com/gCIID0DpwS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 23, 2021
أولوية دول الجوار
وخلال لقائهما الأحد، أكد رئيسي لآل ثاني أن "طهران تولي أهمية خاصة لعلاقتها مع الدوحة"، مشددًا على أن "دول الجوار مدرجة على سلم أولويات الحكومة القادمة في إيران".
وسبق للدوحة أن أبدت استعدادها لتسهيل حوار بين السعودية وإيران سعيًا لإحياء العلاقات المقطوعة بينهما منذ 2016.
وأكدت الرياض وطهران في الآونة الأخيرة، بدء حوار بوساطة من بغداد، يؤمل منه التوصل الى "تفاهم مشترك".
وشدد رئيسي بعد انتخابه على أن "لا عقبات" أمام استعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
كما تأتي زيارة آل ثاني مع قرب إتمام الولايات المتحدة انسحابها من جارة إيران أفغانستان، حيث تشن حركة طالبان هجومًا واسعًا تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.
ومن المقرر أن تستضيف الدوحة الأسبوع المقبل جولة جديدة من المباحثات بين الحركة والحكومة الأفغانية، علمًا بأنه سبق لطهران أن استضافت هذا الشهر ممثلين للطرفين الأفغانيين، ودعتهم لاتخاذ "قرارات صعبة" لحل النزاع.
وخلال لقائه آل ثاني، شدد رئيسي على أن "تعزيز الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة رهن بالتعاون القائم على الثقة المتبادلة بين الدول الإقليمية ومنع تدخلات الأجانب عمليًا"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
ملفات هامة
مراسل "العربي" في طهران ياسر مسعود لفت إلى أن قطر من الدول التي سعت لحلحلة في الملف النووي، وقال:" يُتوقع أن يكون هناك وساطة قطرية في هذا الصدد، لكن حتى الآن لم يُعلن رسميًا أي شيء حول هذا الكلام".
ويشير مسعود الى ملفات ليست بعيدة عن هذه الزيارة وخصوصًا في ما يتعلق بالعلاقات الخليجية الإيرانية، وخصوصًا بعد كلام رئيسي حول انفتاحه على علاقات إيرانية جيدة مع دول الجوار.
ويشدد على أن الملف الأفغاني هو ملف هام ومشترك بين إيران وقطر ويحضر في الزيارة، في ظل التطورات الجارية.