بعد يوم من إدانة القضاء الروسي لاعبة كرة السلة الأميريكة بريتني غراينر في قضية مخدرات، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن موسكو "مستعدة" لمناقشة تبادل سجناء مع واشنطن عبر قناة اتصال على المستوى الرئاسي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في كمبوديا: "نحن على استعداد لمناقشة هذه القضية لكن فقط في إطار قناة الاتصال التي تم الاتفاق عليها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن".
ولفت إلى أن "هناك قناة خاصة أقامها الرئيسان وما زالت قائمة رغم بعض التصريحات العلنية".
وتابع: "إذا قرر الأميركيون مجددًا الانخراط في دبلوماسية علنية والإدلاء بتصريحات صاخبة، فهذا شأنهم وهذه مشكلتهم". وأوضح أن واشنطن "غير قادرة" على التصرف بـ"شكل مهني وهادئ".
وجاءت تصريحات لافروف بعد يوم من صدور حكم في روسيا بسجن غراينر تسع سنوات في مستعمرة جزائية بعد إدانتها بتهم تتعلق بتهريب المخدرات.
وكان الكرملين قد حذر الولايات المتحدة في وقت سابق من اللجوء إلى "دبلوماسية مكبرات الصوت" في قضية غراينر، قائلًا إن ذلك لن يؤدي إلا إلى عرقلة الجهود المبذولة لتأمين تبادل محتمل للسجناء.
حكم "غير مقبول"
والحكم على غراينر، الذي وصفه الرئيس جو بايدن، بأنه "غير مقبول"، يمكن أن يمهد الطريق لمبادلة سجناء بين الولايات المتحدة وروسيا تشمل الرياضية البالغة من العمر 31 عامًا وتاجر أسلحة روسيا، حسب وكالة "رويترز".
وتم القبض على غراينر، الحاصلة على ميدالية ذهبية أولمبية مرتين ونجمة الرابطة الوطنية لكرة السلة النسائية، في 17 فبراير/ شباط في مدينة شيريميتيفو بموسكو بتهمة حمل زيت الحشيش في حقائبها.
وقالت غراينر، التي تم وصف القنب الطبي لها في الولايات المتحدة لتخفيف الآلام الناجمة عن الإصابات المتكررة، إنها ارتكبت خطأ غير مقصود عندما وضعت عبوة زيت الحشيش في حقائبها أثناء هرولتها للقيام برحلتها. وأقرت بالذنب في التهم الموجهة إليها لكنها أصرت على أنها لم تتعمد انتهاك القانون الروسي.
ويعد استخدام القنب للأغراض الطبية والترفيهية غير قانوني في روسيا.
وكانت موسكو، رفضت في وقت سابق بشدة التعليقات الأميركية التي قالت إن بريتني غراينر محتجزة كرهينة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "لا يمكننا أن ندعوها رهينة. لماذا علينا أن ندعوها رهينة؟ لقد انتهكت القانون الروسي وهي تحاكم الآن".
وكانت الإدارة الأميركية قدمت اقتراحًا وصفته بـ"الجوهري" لموسكو، يقضي بمقايضة أميركيين اثنين تحتجزهما روسيا مقابل تاجر أسلحة روسي يقضي عقوبة في السجون الأميركية.
ويقضي الاقتراح الأميركي بتبادل لاعبة كرة السلة بريتني غراينر (31 عامًا)، والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان (52 عامًا)، بالضابط العسكري السوفياتي السابق فيكتور بوت (55 عامًا).
وفيكتور بوت، هو مترجم عسكري سوفياتي سابق، يتحدّث ست لغات، وأصبح شخصية دولية في النقل الجوي بعد سقوط الشيوعية.
لقّب بـ"تاجر الموت"، وكانت قصته محور الفيلم الهوليودي "لورد أوف وور" (Lord of War) من بطولة نيكولاس كيدج عام 2005.
ويعدّ المطلوب الأول بتهريب الأسلحة دوليًا لسنوات عديدة، وساهم بتسليح بعض أكثر الصراعات عنفًا في أنحاء العالم.
وبعدما أفلت من أوامر التوقيف الدولية وتجميد الأصول لسنوات، ألقي عليه القبض في عملية عام 2008 في تايلاند، حيث حاول بيع الأسلحة لعملاء من مكتب مكافحة المخدرات الأميركي ينتحلون شخصية أعضاء في القوات المسلحة الثورية لكولومبيا "فارك". وتمّ تسليمه إلى الولايات المتحدة عام 2010، بعد إجراءات قضائية مطولة.
