تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي "إكس" مؤخرًا مقطعًا مصورًا زعم ناشروه أنه يظهر تحريك روسيا لصواريخ تحمل رؤوسًا نووية.
وجاء تداول الادعاء، بعد تصاعد التوترات بين روسيا ودول حلف الأطلسي "الناتو"، بعد سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستعمال صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إلى إقرار تحديث العقيدة النووية للبلاد.
هل حركت روسيا صواريخ تحمل رؤوسًا نووية؟
بدوره، بحث موقع "مسبار" المتخصص بالكشف عن الأخبار الكاذبة عن أصل الخبر، ليتبين أن الادعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم من عام 2021، وليس لتحريك روسيا صواريخ تحمل رؤوسًا نووية.
وحسب موقع "مسبار"، يوثق المقطع المتداول لحظة بدء مناورات للقوات الصاروخية الروسية في منطقة سفيردلوفسك، في 28 سبتمبر/ أيلول 2021. وقد شارك في المناورات حينها أكثر من 3 آلاف جندي، ونحو 300 قطعة من المعدات العسكرية والصواريخ الإستراتيجية.
وخلال التدريبات، تم إجراء المناورة المكثفة لأنظمة الصواريخ الأرضية المتنقلة من طراز "يارس"، وتمويهها والتصدي للوسائل الحديثة للاستطلاع الجوي.
ووفقًا للعقيدة الروسية النووية المحدثة، التي تحدد التهديدات التي قد تجعل قيادة روسيا تفكر في توجيه ضربة نووية، فيمكن اعتبار أي هجوم بصواريخ تقليدية أو طائرات مسيرة أو طائرات أخرى يلبي هذه المعايير تهديدًا يمكن أن يدخل استخدام تلك الأسلحة موضع التنفيذ.
كما تنص العقيدة المحدثة على أن أي عدوان على روسيا من دولة عضو في تحالف، ستعتبره موسكو عدوانًا من التحالف بأكمله.
وكانت روسيا أعلنت في 19 الثلاثاء عن البدء في إنتاج ملاجئ لحماية سكانها في حال وقوع هجوم نووي. وقد انطلقت عملية الإنتاج التسلسلي للملاجئ المتنقلة من طراز "كوب – إم" في مدينة دزيرجينسك في محافظة نيجني نوفغورود الروسية.
وأمس الأربعاء، أعلنت أوكرانيا استخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، في تصعيد عسكري كبير في الصراع المستمر.
وتمت العملية بموافقة لندن، بعدما كانت قد امتنعت سابقًا عن السماح باستخدام هذا النوع من الصواريخ خشية التصعيد الروسي.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من استخدام كييف صواريخ "أتاكمز" الأميركية بعد حصولها على ضوء أخضر من الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويُعرف أن صواريخ "ستورم شادو" (ظل العاصفة) يصل مداها إلى أكثر من 250 كيلومترًا. وتملك أوكرانيا بالفعل إمدادات من صواريخ ستورم شادو، لكن إطلاقها كان يقتصر على أهداف ومواقع للقوات الروسية داخل حدودها.