أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت أهدافًا عسكرية تابعة للنظام السوري اليوم الأحد، ردًا على إطلاق صواريخ خلال الليل (السبت)، باتجاه أراض تسيطر عليها إسرائيل، مع تصاعد العنف مرة أخرى في أعقاب تبادل لإطلاق النار عبر الحدود قبل أيام.
وأفادت وسائل إعلام موالية للنظام السوري بوقوع انفجارات في محيط العاصمة دمشق. وقالت إسرائيل إن قواتها واصلت قصف الأراضي السورية بعد إطلاق ستة صواريخ خلال الليل نحو مرتفعات الجولان.
وأضافت إسرائيل أنها شنت هجمات بالمدفعية والطائرات المسيرة لقصف راجمات إطلاق الصواريخ، وأعقبت ذلك بتنفيذ ضربات جوية على مجمع لقوات النظام السوري وأنظمة رادار عسكرية ومواقع للمدفعية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: إنه "يحمل الدولة السورية المسؤولية عن جميع الأنشطة التي تحدث داخل أراضيها، ولن يسمح بأي محاولات لانتهاك السيادة الإسرائيلية"، حسب قوله.
وأوضح أن ثلاثة صواريخ فقط عبرت إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الجولان، وسقط اثنان منها في أرض مفتوحة واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الثالث.
"خسائر مادية"
من جهتها، قالت وزارة دفاع النظام السوري: إن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ الإسرائيلية "وأسقطت بعضها". وأضافت أن الهجمات أدت إلى وقوع بعض الخسائر المادية دون سقوط قتلى أو مصابين.
ودوت صفارات الإنذار في وقت سابق بالقرب من بلدات في مرتفعات الجولان مع إطلاق صواريخ من الأراضي السورية، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات.
في غضون ذلك، أعلن فصيل "لواء القدس" في سوريا مسؤوليته عن استهداف مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.
وقال "لواء القدس" في بيان، إنّ "استهداف مواقع الاحتلال في الجولان يأتي ردًا على الاعتداءات على المسجد الأقصى"، متوعدًا بردّ حازم من الجبهة الجنوبية في سوريا تجاه أيّ عدوان آخر، بحسب البيان.
فصيل لواء القدس في #سوريا يعلن مسؤوليته عن استهداف مواقع إسرائيلية في الجولان pic.twitter.com/gNfaFa2gbL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2023
واستولت إسرائيل على هضبة الجولان في حرب عام 1967، وضمت 1200 كيلومتر مربع في عام 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف غالبية المجتمع الدولي.
يأتي ذلك بعد تصعيد غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية، حيث أعلن جيش الاحتلال أن صواريخ أُطلِقَت من لبنان ولم تتبنَّها أي جهة، زاعمًا بأن حركة حماس مصدرها. ورد بشنّ غارات على غزة وجنوب لبنان.
تصاعد التوتر
وجاءت الضربات وسط تصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إذ جرى تصوير الشرطة وهي تعتدي بالضرب على المصلين.
وأثار اقتحام شرطة الاحتلال، غضب دول عربية ومشاعر القلق حتى بين حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة.
وفي هجوم هو الرابع من نوعه في أقل من أسبوع على سوريا، قُتل مدنيان سوريان في ضربة صاروخية إسرائيلية جديدة استهدفت العاصمة دمشق وجنوب البلاد.
وجاء هذا الهجوم ضمن سياق قصف متلاحق ارتفعت وتيرته منذ الشهر الماضي، إذ أعلنت وكالة "سانا"، أن الدفاعات الجوية تصدت لعدد من الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت قواعد جوية وأسفرت عن إصابة 5 عناصر للنظام الأسبوع الماضي.
وخلال شهر مارس/ آذار الماضي وحده، شنت إسرائيل ست غارات على الأراضي السورية طالت مواقع عسكرية، أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين من قوات النظام السوري والقوات الموالية لإيران.
إلا أن الهجوم الأعنف لإسرائيل كان الشهر الماضي، حيث طال موقعًا عسكريًا بالقرب من العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين هما ميلاد حيدري، ومقداد مهقاني.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت مواقع عسكرية للنظام السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرّقة.