بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، انتقد حلف شمال الأطلسي "الناتو" موسكو بسبب حديثها "الخطير وغير المسؤول" عن الأسلحة النووية.
وأوضح متحدث باسم الحلف، اليوم الأحد، أن "الناتو متيقظ، ونراقب الوضع عن كثب. لم نرصد أي تغييرات في الوضع النووي لروسيا من شأنها أن تقودنا إلى تعديل وضعنا".
"ترهيب نووي"
في غضون ذلك، ندّدت الحكومة الألمانية، اليوم الأحد، بـ"محاولة جديدة للترهيب النووي" من موسكو.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية لوكالة فرانس برس طالبًا عدم الكشف عن هويته: "لن ندع أنفسنا ننحرف عن مسارنا" بسبب هذه التهديدات.
وأضاف قائلًا: "إن المقارنة التي أجراها الرئيس بوتين مع صواريخ حلف شمال الأطلسي النووية خاطئة ولا يمكن استخدامها كمبرر"، مشيرًا أيضًا إلى أن بيلاروسيا "تخالف" التزامها بالبقاء أرضًا خالية من الأسلحة النووية.
وأعلن بوتين، أمس السبت، أن روسيا ستنشر أسلحة نووية "تكتيكية" في بيلاروسيا حليفته الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، وأنه جرى تجهيز 10 طائرات استعدادًا لاستخدام هذا النوع من الأسلحة.
بوتين يحذّر من إرسالها وبريطانيا تتهمه بالتضليل.. الرعب النووي يعود إلى ساحة المواجهة بين #روسيا و #أوكرانيا بعد إعلان #بريطانيا عزمها إرسال قنابل يورانيوم منضّب @AnaAlarabytv pic.twitter.com/HbVxcGuYs6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 23, 2023
وقال بوتين في مقابلة عبر التلفزيون الروسي: "لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها".
وأضاف: "اعتبارًا من 3 أبريل/ نيسان سنباشر تدريب الفرق. وفي الأول من يوليو/ تموز سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا".
"بيلاروسيا رهينة نووية"
وعلى الفور كتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة قائلًا: "يحتجز الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية"، مضيفًا أن هذا القرار "خطوة نحو زعزعة استقرار البلد".
وتعليقًا على تلك التطورات، اعتبرت المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية بموسكو، يلينا سوبونينا، أن من حق روسيا نشر أسلحتها في بيلاروسيا اعتمادًا على اتفاقيات مشتركة سابقة.
وقالت، خلال حديث سابق إلى "العربي" من موسكو، إنه وفقًا للاتفاقيات السابقة فإن الأمر ليس تهديدًا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنشر أسلحتها التكتيكية النووية في القارة الأوروبية منذ خمسينيات القرن الماضي.
واستبعدت خطر الحرب النووية جراء تلك الخطوة، رغم الحديث عن القذائف المزودة باليورانيوم المنضب، لكن روسيا بحسب سوبونينا، بدأت تشعر بالخطر منذ أكثر من سنة، حين اقترحت بولندا على الولايات المتحدة نشر أسلحتها النووية التكتيكية فوق أراضيها، الأمر الذي لا يمكن إسقاطه من المعادلة رغم عدم الموافقة الأميركية بعد على تلك الخطوة.