اعتبرت السلطات الأوكرانية اليوم الأحد أنّ روسيا "تحتجز بيلاروسيا رهينة نووية" بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية "تكتيكية" على أراضي الدولة الحليفة لموسكو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، أمس السبت، أن موسكو ستنشر أسلحة نووية "تكتيكية" على أراضي بيلاروسيا، حليفته الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي.
"زعزعة استقرار بيلاروسيا"
وكتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة: "يحتجز الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية"، مضيفًا أن هذا القرار "خطوة نحو زعزعة استقرار البلد".
ورأى دانيلوف أن إعلان بوتين "يرفع إلى حده الأقصى الانطباع السلبي والنفور الشعبي حيال روسيا وبوتين في صفوف المجتمع البيلاروسي"، حسب قوله.
وأمس السبت، قال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي: "لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود، هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها".
وإذ أكد الرئيس الروسي حصوله على موافقة مينسك على قرار نشر الأسلحة التكتيكية، برر قراره بأنّ لدى لندن نية لإرسال ذخائر باليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، وفق تصريحات أطلقتها مسؤولة بريطانية مؤخرًا.
بوتين يحذّر من إرسالها وبريطانيا تتهمه بالتضليل.. الرعب النووي يعود إلى ساحة المواجهة بين #روسيا و #أوكرانيا بعد إعلان #بريطانيا عزمها إرسال قنابل يورانيوم منضّب @AnaAlarabytv pic.twitter.com/HbVxcGuYs6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 23, 2023
هل يستعد بوتين لخطوة أكبر؟
وتعليقًا على تلك التطورات، اعتبرت المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية بموسكو، يلينا سوبونينا، أن من حق روسيا نشر أسلحتها في بيلاروسيا اعتمادًا على اتفاقيات مشتركة سابقة.
وقالت، خلال حديثها إلى "العربي" من موسكو، إنه وفقًا للاتفاقيات السابقة فإن الأمر ليس تهديدًا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنشر أسلحتها التكتيكية النووية في القارة الأوروبية منذ خمسينيات القرن الماضي.
واستبعدت خطر الحرب النووية جراء تلك الخطوة، رغم الحديث عن القذائف المزودة باليورانيوم المنضب، لكن روسيا بحسب سوبونينا، بدأت تشعر بالخطر منذ أكثر من سنة، حين اقترحت بولندا على الولايات المتحدة نشر أسلحتها النووية التكتيكية فوق أراضيها، الأمر الذي لا يمكن إسقاطه من المعادلة رغم عدم الموافقة الأميركية بعد على تلك الخطوة.
وكشفت سوبونينا أن معلومات استخباراتية روسية تؤكد أنه رغم عدم موافقة واشنطن على طلب بولندا، إلا أن الأميركيين يدرسون بدقة المقترح، وهذا ما يشكل هاجسًا حقيقيًا لدى موسكو، إذ تملك روسيا حدودًا مشتركة مع بولندا، التي بدورها تعتبر داعمًا قويًا لأوكرانيا، وكذلك ألمانيا، ودول البلطيق المجاورة.
وبناء عليه، أكدت سوبونينا أن الرئيس بوتين سيتخطى هذا القرار "التحذيري" باتجاه خطوات حقيقية، كنوع من سياسة الردع الروسية تجاه التهديدات الأميركية.
ويستمر دعم بيلاروسيا لحليفتها روسيا بأشكال مختلفة، ففي فبراير/ شباط الماضي، كشف سكرتير مجلس الأمن في بيلاروسيا ألكسندر فولفوفيتش أن بلاده لديها ما يصل إلى 1.5 مليون فرد جاهزين للقتال خارج قواتها المسلحة.
وأجرت موسكو ومينسك تدريبات عسكرية مشتركة ومناورات جوية. وكانت الدولتان قد أعلنتا في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، تشكيل قوة عسكرية مشتركة "مهامها دفاعية حصرًا"، بحسب مينسك.