أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الإثنين، أن إسرائيل لن تكون طريقًا لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة، ودول غربية أخرى.
وقال بعد اجتماع مع وزير الخارجية السلوفاكي إيفان كوروك، في مقر وزارة الخارجية السلوفاكية في براتيسلافا: "إسرائيل، مثل سلوفاكيا، تدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وتدعو إلى إنهاء القتال".
وأضاف: "لا يوجد أي مبرر لانتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، وليس هناك أي مبرر لشن هجمات على السكان المدنيين".
وتابع: "ستفعل إسرائيل كل ما في وسعها لمساعدة جهود الوساطة، ووقف إطلاق النار واستعادة السلام. نحن نعمل مع أكبر حليف لنا، الولايات المتحدة، وأصدقائنا الأوروبيين، لمنع استمرار هذه المأساة".
وكان لابيد قد وصل، الإثنين، إلى سلوفاكيا بعد زيارة رومانيا، الأحد، حيث يختتم جولته مساء الإثنين.
ويأتي الموقف الإسرائيلي، فيما يدخل الهجوم العسكري الروسي يومه الـ19 وسط اشتداد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني في أكثر من منطقة أوكرانية، فيما انطلقت جولة رابعة من المفاوضات بين موسكو وكييف اليوم الإثنين في إطار بحث سبل التوصل إلى حل للأزمة بين البلدين والتصعيد العسكري الأخير بينهما.
التنسيق بشأن العقوبات
وقال لابيد: "لن تكون إسرائيل طريقًا لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة، ودول غربية أخرى".
وتابع: "تقوم وزارة الخارجية بتنسيق هذا الموضوع مع شركاء بما في ذلك بنك إسرائيل ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد وسلطة المطارات ووزارة الطاقة وغيرها".
من جهة ثانية، أشار لابيد إلى أنه ناقش مع نظيره السلوفاكي "استمرار التعاون في معبر فيشني نيميكي بين أوكرانيا وسلوفاكيا، لتسهيل مغادرة اليهود والإسرائيليين المتبقين في مناطق النزاع".
وفي هذا الإطار، قال لابيد: "تتعاون إسرائيل وسلوفاكيا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأوكرانية. حتى الآن، أرسلت إسرائيل أكثر من 100 طن من المعدات الطبية والمولدات والسلع الأخرى إلى أوكرانيا، ونشكر حكومة سلوفاكيا على تعاونها ".
"قلق" إسرائيلي من العقوبات
في غضون ذلك، تعيش إسرائيل حالة من القلق، بخصوص كيفية التعامل مع العشرات من الأوليغارشيين اليهود الروس، وسط العقوبات الغربية والأميركية التي يتعرضون لها جراء هجوم روسيا على أوكرانيا.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس": إنّ الحكومة الإسرائيلية شكلت لجنة رفيعة المستوى لدراسة إمكانية بقاء تل أبيب كملاذ لأي يهودي دون أن يتعارض ذلك مع العقوبات القاسية التي تستهدف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين من الأوليغارشيين الذين طالتهم العقوبات.
ومنحت إسرائيل العشرات من أباطرة الأعمال اليهود الروس الجنسية أو حق الإقامة خلال السنوات الماضية الأخيرة. ويتمتع العديد منهم بعلاقات عمل جيدة مع الكرملين.
وطالت العقوبات الدولية أربعة من أهم هؤلاء الأثرياء الذين نالوا الجنسية، وهم مالك نادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، وميخائيل فريدمان، وبيتر أفين، وفيكتور فيكسيلبيرج، وذلك بسبب صلاتهم ببوتين.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".