أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، أنه قصف بالمقاتلات الحربية عشرات الأهداف بينها منصات إطلاق صواريخ ومباني عسكرية لحزب الله في عدة مناطق جنوبي لبنان.
وسبق أن قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في منشور عبر منصة "إكس"، إن "حزب الله أطلق 115 تهديدًا جويًا نحو المناطق المدنية في شمال إسرائيل".
أما حزب الله، فأكد في بيانات منفصلة على تلغرام، أن مقاتليه قصفوا "قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2"، وذلك "ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدت إلى سقوط العديد من الشهداء المدنيين".
وأفاد باستهداف "مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".
وأكد أن ذلك "رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي يومي الثلاثاء والأربعاء (تفجيرات بيجر وأيكوم) في مختلف المناطق اللبنانية".
ما هي رسائل حزب الله؟
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة التلفزيون العربي جويس الحاج خوري اليوم الأحد بتراجع حدة الغارات الإسرائيلية على القرى والبلدات في جنوب لبنان بشكل نسبي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه الغارات خلفت دمارًا كبيرًا.
وأوضحت أن الحزام الناري لم يكن يستهدف فقط الأودية التي تحتوي على منصات صواريخ تابعة لحزب الله كما يدعي الاحتلال، وإنما كان يستهدف أيضًا القرى والبلدات الجنوبية.
وأضافت المراسلة أن غارة إسرائيلية استهدفت بلدة عيتا الشعب، ما أسفر عن تدمير منزل، وأخرى استهدفت عيترون أدت أيضًا إلى تدمير منزلين، واستشهاد شخص وجرح آخر، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت مصادر طبية للتلفزيون العربي إن "شهيدًا سقط جراء ثلاث غارات استهدفت منازل في بلدة الخيام في القطاع الشرقي.
وشرحت مراسلتنا أن الصواريخ التي استخدمها حزب الله، وهي "فادي 1" و"فادي 2"، هي صواريخ من طراز "خيبر" مطورة، مشيرة إلى أن الاستهداف اليوم كان بعمق 60 كيلومترًا.
وتابعت أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها حزب الله بهذا المدى من الصواريخ داخل إسرائيل، مما يمثل رسالة واضحة من الحزب مفادها أنه إذا كان الاحتلال قد أسقط الخطوط الحمراء، فإن حزب الله يرد بالمثل. وإذا كان الاحتلال يوسع نطاق استهدافه ليصل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، فإن حزب الله كذلك يصل إلى حيفا وإلى عكا.
وأضافت أن هذا الاستهداف هو رسالة واضحة من حزب الله بأن ما كشفه من جزء من ترسانته الصاروخية قابل للاستخدام عندما تدعو الحاجة، وليؤكد أن كل ما تعرض له من استهداف لعناصره وكوادره العسكرية لم يمنعه من استمرار العمل والتصعيد في حال صعد الجانب الإسرائيلي.
وخلال الأسبوع الحالي، تصاعدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدًا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحًا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلقت 45 شهيدًا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة الأحد.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.