الأحد 17 نوفمبر / November 2024

جبهة لبنان تشتعل.. ما الأهداف في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

جبهة لبنان تشتعل.. ما الأهداف في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

شارك القصة

تقول إسرائيل إنها استهدفت ما تسميه "آلاف فوهات إطلاق الصواريخ" التي يستخدمها حزب الله - رويترز
تقول إسرائيل إنها استهدفت ما تسميه "آلاف فوهات إطلاق الصواريخ" التي يستخدمها حزب الله - رويترز
الأهداف العسكرية للتصعيد قد تكون أبعد من مجرد الردع وفق المنطق الإسرائيلي، مع احتمال توظيف هذه المواجهة لتحقيق أهداف سياسية داخلية وخارجية.

شنّ الجيش الإسرائيلي أكثر من 160 غارة على جنوب لبنان، مؤكدًا إصابة مئات الأهداف هناك إضافة إلى ما قال إنها آلاف فوهات إطلاق الصواريخ التي يستخدمها حزب الله.

وتضع إسرائيل احتمال التعرض لهجمات من حزب الله، وتؤطر وضعًا جديدًا لجبهة الشمال.

حرب غير متكافئة

وتقول المعادلة إن إسرائيل تدفع نحو حرب غير متكافئة من نوع جديد، لا يقتصر فيها عدم التكافؤ على التفاوت بالقوة بين إسرائيل المتقدمة على كل المستويات وحركة مقاومة من جهة ثانية، بل يتجاوز ذلك إلى تشكل واقع يقوم على طرف يدفع نحو الحرب الشاملة لكنه لا يبادر بها، وإن قام بكل مسوغاتها، وطرف آخر يحاول حتى الآن تجنبها ويتحمل في سبيل ذلك أثمانًا باهظة كما يشير الواقع.

هو تصعيد لأجل التصعيد قبل انفجار المواجهة، حيث تطرح سيناريوهات هنا لما قد يحدث، من بينها التسوية المحتملة أو استمرار حرب استنزاف بالطريقة التي تجري فيها الآن، أو الحرب الشاملة التي تدفع بها تل أبيب تحت عنوان الأمن الإستراتيجي القائم على محاولة تدمير حزب الله، لا سيما وأن المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية ينظرون إلى ما حدث خلال الأيام الماضية، على أنه فرصة لوضع حد لتهديد حزب الله وربما حتى توجيه ضربة لإيران.

إذ إن الأهداف العسكرية قد تكون أبعد من مجرد الردع وفق المنطق الإسرائيلي، مع احتمال توظيف هذه المواجهة لتحقيق أهداف سياسية داخلية وخارجية.

وبين التصعيد المستمر أو التلويح بالحرب في ظل التحولات العسكرية الإسرائيلية والتكتيكات التي تعيد إنتاج ما يعرف في دوائر الأمن بتل أبيب بـ"عقيدة الضاحية"، تروّج بعض المنصات العبرية ما تصفه بالتحديات اللوجستية التي تواجه إسرائيل في حال اندلاع حرب جديدة.

"تحديات شديدة التعقيد"

وضمن هذا السياق، قال أنطوان شلحت الخبير بالشأن الإسرائيلي، إن "التحديات التي تواجهها إسرائيل على الجبهة الشمالية شديدة التعقيد.

وأضاف شلحت من عكا للتلفزيون العربي، أن "هناك اتجاه نحو التصعيد ربما من الجانب الإسرائيلي".

وتوقف عند حديث صدر عن مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي قال إن التفجير في الضاحية الجنوبية هو جزء من تحقيق العدالة بالنسبة لإسرائيل.

"وبالتالي هو ليس فقط يدافع عما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إنما يدافع عن جانب من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في الآونة الأخيرة في قلب بيروت"، وفق شلحت.

وأردف: "هذا ما يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك فعلًا ضوء أخضر أميركي للتصعيد في الجبهة الشمالية".

وأشار إلى أن "واشنطن مقابل ذلك ما زالت تمارس ما يسمى بالخديعة على المستوى الظاهري، حين تقول إنها تسعى إلى حل تضمن من خلاله عودة سكان المستوطنات الإسرائيلية الحدودية في المنطقة الشمالية".

"ضغط على حزب الله"

بدوره، اعتبر إلياس فرحات، الخبير العسكري، أن"حزب الله تلقى رسائل بعد هجوم البيجر أن عليه أن يفصل جبهة جنوب لبنان عن غزة، وإلا سيتلقى مزيدًا من الضربات الإسرائيلية، لكن (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله رفض ذلك".

وأضاف فرحات في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، أن "ذلك لم يرق للإسرائيليين فـأقدموا في اليوم التالي على مجزرة اللاسلكي".

وأردف: "لاحقًا قاموا بتدمير مبنى في الضاحية الجنوبية، وقتلوا عددًا كبيرًا من قيادات حزب الله العسكرية، وكل ذلك من أجل الضغط عسكريًا على الحزب لوقف إطلاق النار من جنوب لبنان وعودة النازحين بالقوة".

وزاد: "في الجانب الإسرائيلي يتوقعون ردًا عسكريًا من حزب الله/ لهذا شنت إسرائيل نحو 160 غارة على لبنان"، معتبرًا أن "حزب الله يشعر بضغط كبير من أجل الرد خلال وقت قريب جدًا". 

"رسم قواعد الاشتباك"

من جانبه، رأى الباحث في الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مهند سلوم، أن "إسرائيل تضغط على حزب الله منذ فترة لإعادة رسم قواعد الاشتباك، لافتًا إلى اعتقاد تل أبيب بأن عليها تحقيق انتصار في الشمال أيضًا، وتتفق واشنطن معها بهذا الهدف وتدعمها بشكل مباشر.

وأضاف سلوم في حديث للتلفزيون العربي من الدوحة، أن "الإشكالية الأكبر لحزب الله هو اتخاذه قرارًا بالرد: ما هو وما هو شكله؟".

وبينما أشار إلى أن حزب الله بوصفه تنظيمًا مسلحًا يمكنه ضرب إسرائيل بقوة، فهو يمتلك خبرة متراكمة والعدد والعدة لذلك، ذكر بأن تداعيات هكذا ضربة عسكرية مباشرة على الأرض يمكن أن تكون كبيرة.

ولفت إلى أن استخدام المسيّرات وغيرها في هذه المرحلة، وربما في المستقبل القريب، صعبة بسبب الاختراق الاستخباري الكبير وتنفيذ إسرائيل عدد كبير من الاغتيالات خلال الأشهر الماضية..

وتحدث عن ارتباط حزب الله بإستراتيجية "محور المقاومة"، ما يعني أنه يجب أن يأخذ على الأقل الضوء الأخضر من إيران ليس كتابع بل أيضًا كحليف، وفق تعبيره.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close