في تفاصيل جديدة حول وضع نجلها في سجنه، قالت أسرة الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، اليوم الخميس إنه أوقف إضرابه عن الطعام بعد أن أُغمي عليه في السجن حيث كان قريبًا من الموت، وتم إدخال كانيولا (إبرة لإدخال المحاليل) في جسده لإنعاشه.
وذكرت الأسرة في بيان بعد زيارته في السجن لأول مرة منذ أسابيع أنه تم تقييد عبد الفتاح في زنزانته بعدما رفض الخضوع لفحص طبي وضرب رأسه بالحائط.
وكانت أسرة السجين السياسي المصري-البريطاني علاء عبد الفتاح الذي أضرب عن الطعام والشراب كليًا لعدة أيام مطلع الشهر الجاري، قد قالت في وقت سابق من اليوم إن وضعه الصحي "تدهور بشدة خلال الأسبوعين الأخيرين".
وكتبت شقيقته منى سيف على تويتر، بعد انتهاء زيارة والدتهما له الخميس، أن "وضعه الصحي تدهور بشدة خلال الأسبوعين الأخيرين ولكن على الأقل تمكنوا من رؤيته". وأضافت أن الأسرة ستنشر مزيدًا من المعلومات بهذا الشأن في وقت لاحق.
وقالت شقيقته الأخرى سناء سيف إن علاء بدا "واهنًا وهشًا وعاطفيًا" خلال الزيارة التي جرت "من خلف درع زجاجي مع مكبر صوت للهاتف ومساحة صغيرة لا تساعد على الفهم والتواصل".
"ليس لديه خيار"
وقالت خالة عبد الفتاح الروائية المعروفة أهداف سويف مساء الخميس لفرانس برس: "نأمل أن يؤدي الاهتمام العالمي ودعم عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إطلاق سراحه". وكشفت أنه "قد يعاود إضرابه في حال عدم حدوث شيء. ليس لديه خيار".
وأضافت: "علاء لم يكن على علم بما يجري في الخارج"، مشيرة إلى حراك الناشطين خلال قمة المناخ للمطالبة بإطلاق سراحه.
من جهتها أبدت سناء اعتقادها أن "الاهتمام الدولي قد يتقلص بسبب انتهاء مؤتمر كوب27".
وعلى مدى سبعة أشهر، لم يكن المدوّن الداعي الى الديمقراطية يتناول سوى مئة سعرة حرارية في اليوم. وفي السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، مع افتتاح مؤتمر المناخ "كوب27" في شرم الشيخ، صعّد إضرابه فامتنع عن شرب السوائل وعن تناول أي طعام.
وكتب علاء إلى أسرته، في رسالة مؤرخة في الثاني عشر من نوفمبر أنه أوقف إضرابه عن شرب المياه. وفي رسالة ثانية مؤرخة بـ14 من الشهر الجاري قال إنه أنهى إضرابه عن الطعام.
وكانت منى سيف قد أكدت الثلاثاء أن شقيقها طلب للمرة الأولى، في تلك الرسالة، أن تجلب الأسرة معها كعكة يوم الزيارة الشهرية التي تمت الخميس، للاحتفال معه بعيد ميلاده الحادي والأربعين الذي يحلّ في الثامن عشر من الشهر الحالي.
"لجنة العفو الرئاسي"
وهذه أول زيارة تقوم بها والدة علاء عبد الفتاح له منذ 31 أكتوبر/ تشرين الأول أي قبل أن يمتنع عن شرب المياه.
ومنع محامي علاء، خالد علي، الإثنين للمرة الثالثة على التوالي في أقل من أسبوع، من زيارته رغم حصوله على تصريح زيارة من النيابة العامة.
وتحتل القاهرة المرتبة 135 من أصل 140 دولة في التصنيف العالمي لسيادة القانون الصادر عن مشروع العدالة العالمية.
إخراج برلماني مصري من قاعة مؤتمر صحافي أقيم على هامش قمة المناخ بشرم الشيخ بعد مهاجمته سناء سيف أثناء حديثها عن شقيقها المعتقل علاء عبد الفتاح pic.twitter.com/Z8ARuMFOuo
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) November 9, 2022
وما زالت أسرة علاء عبد الفتاح تنتظر عفوًا يمكن للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يصدره ويتيح له استعادة حريته.
وإثر إعلان علاء إنهاء الإضراب، قال المحامي طارق العوضي العضو النافذ في لجنة العفو الرئاسي عبر تويتر "نأمل اتخاذ إجراءات من جانب الدولة بسرعة العفو عنه وعدد من المحكوم عليهم".
وأدى إحياء لجنة العفو الرئاسي إلى الإفراج عن 766 معتقلًا سياسيًا بحسب منظمة العفو الدولية. لكن هذه الأخيرة تقول إنه جرى خلال الفترة نفسها سجن ما يقرب من ضعف هذا العدد بسبب نشاطهم.
وأثار العديد من القادة الغربيين قضية علاء عبد الفتاح مع الرئيس السيسي خلال مشاركتهم في مؤتمر المناخ الأسبوع الماضي في شرم الشيخ.
وكان من بين هؤلاء الرئيس الأميركي جو بايدن الذي رحب أمام الصحافة في شرم الشيخ بإحياء لجنة العفو الرئاسي في أبريل/ نيسان، في إشارة الى دورها في الافراج عن سجناء سياسيين. وجاءت هذه النداءات الدولية إثر حملة واسعة لعائلة عبد الفتاح أكدت فيها أنها تخشى من أن يموت في السجن.
ويعتبر علاء عبد الفتاح أحد رموز "ثورة 25 يناير" 2011 في مصر التي أطاحت بحسني مبارك.
وألقي القبض عليه في نهاية عام 2019 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، بعد إعادة نشره على فيسبوك نصًا كتبه شخص آخر يتهم فيه ضابطًا بالتعذيب.