تحتدم أشرس المعارك في الشرق الأوكراني، حيث تواصل القوات الأوكرانية هجومها المضاد، توازيًا مع سعي القوات الروسية لإقامة خط دفاعي بين نهر أوسكيل وبلدة سفاتوف.
يأتي ذلك، في وقت وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيرًا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين من استخدامه أسلحة كيميائية أو نووية تكتيكية، بعد الخسائر التي مني بها الجيش الروسي شرقي أوكرانيا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين مخاوفهم من لجوء بوتين إلى تفجير نووي استعراضي في أوكرانيا.
تثبيت القواعد في الشرق
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا وفق عقيدتها العسكرية فقط، داعيًا إلى مراجعة هذه العقيدة لفهمها.
ولا تزال تحوّلات الحرب الأوكرانية في شهرها السابع تهيمن على تحرّكات القوى الغربية، حيث تشهد أستونيا اجتماعات عسكرية لحلف الناتو، لبحث التطورات الإستراتيجية العسكرية داخل الحلف، وسبل تطبيق القرارات المتخذة خلال قمة الناتو في مدريد بشأن الردع والدفاع.
وتظلّ هذه الحرب اختبارًا للجيش الروسي لتثبيت قواعده في الشرق الأوكراني وفق التعديلات التي أجراها على إستراتيجيته، كما تختبر الدعم الغربي الذي لا يزال يؤجل قرار مد كييف بصواريخ بعيدة المدى قد تعيد ترتيب المشهد العسكري في أوكرانيا وفق قواعد جديدة.
إلى ذلك، تؤكد كييف أن سيناريو بوتشا يتكرّر اليوم في إزيوم، حيث جرى العثور على مقبرة جماعية تضم حوالي 450 شخصًا، ظهر عليها آثار تعذيب جسدي.
الورقة الأخيرة
وأوضح الدكتور محمود الأفندي، الأكاديمي والمحلل السياسي أن اللجوء إلى السلاح النووي الإستراتيجي لا التكتيكي هو الورقة الأخيرة للقوات الروسية في حال تدخل قوات حلف الناتو مباشرة في الحرب على أوكرانيا.
وشرح الأفندي، في حديث إلى "العربي"، من موسكو أن السلاح التكتيكي هو سلاح خفيف بضربات محددة ضد مناطق صغيرة؛ في المقابل، فإن السلاح الإستراتيجي هو سلاح عابر للقارات، وأي توجّه روسي لاستخدام هذا السلاح سيكون ضد كل الدول الداعمة لأوكرانيا، ما يعني حربًا عالمية كبرى.
بدوره، أوضح حسني عبيدي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف أن أوروبا تحاول التخفيف من وطأة المخاوف الأميركية بشأن لجوء روسيا إلى حرب نووية.
وقال عبيدي في حديث إلى "العربي"، من جنيف: إن الإستراتيجية الأوروبية في أوكرانيا تقوم حاليًا على الحفاظ على كل شبر من الأرض التي تمكّنت من استعادتها من القوات الروسية.
وأشار إلى أن حديث واشنطن عن الورقة النووية الروسية هو مؤشر واضح على أن دول الناتو أصبحت طرفًا في الحرب الأوكرانية.