التقطت المركبة الفضائية الصينية "يوتو-2"، في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2021 صورة مثيرة للفضول على الجانب البعيد من القمر، حيث ظهر بها جسم مكعب يشبه الكوخ على سطح القمر، لتبدأ التكهنات حوله وعلاقته بوجود الحياة الفضائية.
ووصل الأمر إلى حدّ أنّ المسؤولين في برنامج الفضاء الصيني أطلقوا عليه اسم "الكوخ الغامض"، بينما أطلق عليه آخرون اسم "مكعب القمر".
وبعد الجدل الكبير الذي تسببت به هذه الصورة، تم إرسال Yutu-2 مرة جديدة لإلقاء نظرة فاحصة عن قرب، ولا سيما أن المركبة الصينية تتميز بسرعتها الهائلة على التجول، حيث استغرق الأمر أسابيع قليلة حتى اقتربت من "الجسم المشبوه" وفق "نيويورك تايمز".
Ah. We have an update from Yutu-2 on the lunar far side, including an image of a cubic shape on the northern horizon ~80m away from the rover in Von Kármán crater. Referred to as "神秘小屋" ("mystery house"), the next 2-3 lunar days will be spent getting closer to check it out. pic.twitter.com/LWPZoWN05I
— Andrew Jones (@AJ_FI) December 3, 2021
وبحسب موقع "أور سبيس"، فإن المركبة "يوتو-2" التي تعمل بالطاقة الشمسية، قطعت مسافة 2756 قدمًا (840 مترًا) على سطح القمر، في فترة قياسية.
وأمس الجمعة، نشرت قناة Our Space، وهي قناة علمية باللغة الصينية تابعة لإدارة الفضاء الوطنية الصينية، تحديثًا تطمئن فيه البشرية أن هذا "المكعب الغامض" مجرد صخرة قمرية كبيرة. وجل ما في الأمر هو أن الشكل الهندسي المثالي للصخرة شكل خدعة بصرية نظرًا للزاوية التي أخذت منها الصورة.
BREAKING: China’s lunar rover finally made it to the “cube-shaped anomaly” it photographed last month It was just a moon rock pic.twitter.com/9nwbogzuAD
— Latest in space (@latestinspace) January 7, 2022
وعلى الرغم من أن "الكوخ الغامض" لم يكن كوخًا على الإطلاق، إلا أن أحد سائقي العربة الجوالة عن بُعد على الأرض أشار إلى أن الصخرة تشبه إلى حد بعيد أرنبًا وأن إحدى الحجارات التي أمامه تشبه إلى حد ما جزرة. وهذا الأمر كان مناسبًا لأن اسم العربة الجوالة يعني "أرنب اليشم".
أما مهمة "يوتو-2" فتشكل سابقة تاريخية بالنسبة للبشر حيث لم تهبط أي دولة على الجانب المظلم من القمر حتى وصول المركبة في يناير/ كانون الثاني 2019.
وقطعت المركبة الجوالة الصينية الآن ما يزيد قليلًا عن 1000 متر منذ وصولها قبل ثلاث سنوات على الجانب البعيد من القمر، وتحديدًا في فوهة فون كارمان، كجزء من مهمة Chang’e-4.
ووفق "نيويورك تايمز" فإن الأوهام المرئية شائعة في تاريخ استكشاف الفضاء، سواء تلك التي شاهدها علماء الفلك بالتلسكوبات على الأرض أو المستكشفون الآليون على الكواكب الذين يلتقطون الصور بالكاميرات.
وبالتوازي مع الصخور الشبيهة بالأرانب التي عثر عليها المسبار الصيني، اكتشفت مركبة "ناسا" الفضائية على المريخ، "أوبورتيونيتي"، شيئًا يشبه آذان الأرنب عام 2004. وأشار التحليل الإضافي الذي أجراه المهندسون على الأرض إلى أنه كان مادة لينة سقطت من المركبة عينها على سطح المريخ.
وعام 2019، اكتشفت المركبة "يوتو 2" مادة "شبيهة بالهلام" داخل فوهة بركان على القمر، ليتبيّن لاحقًا أن هذه المادة هي صخرة زجاجية المظهر.