السبت 14 Sep / September 2024

بعد الزلزال.. مرضى السرطان في الشمال السوري يشكون نقص العلاج

بعد الزلزال.. مرضى السرطان في الشمال السوري يشكون نقص العلاج

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" حول معاناة مرضى الأورام بسبب استمرار إغلاق معبر باب الهوى
لطالما كان معبر باب الهوى شريان الحياة للشمال السوري عبر تركيا، لكن كارثة الزلزال قطعت أوصاله، الأمر الذي بات يهدد حياة آلاف المرضى.

يعاني مرضى الأورام في الشمال السوري بسبب استمرار إغلاق معبر باب الهوى الذي أصبح فقط نقطة عبور للمساعدات عقب الزلزال.

فقد امتلأت أسرّة مركز "سامز" لعلاج الأورام الوحيد من نوعه في شمال غربي سوريا والذي يعمل بطاقته القصوى، لكن الكثير من علاجات الأورام لا تتوفر مجانًا ويضطر المرضى بمساعدة من المركز إلى شرائها، لا سيما مع غياب أجهزة الأشعة، ما يمثل خطرًا كبيرًا على حياة المرضى.

ويقول الطبيب المختص في علاج الأورام أيهم جمو: "بعد الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا، باتت هناك معاناة كبيرة لدينا، حيث زاد عدد المرضى المراجعين للقسم وزاد عدد الاستشارات، وعدد المرضى الذين يحتاجون لتلقي الجرعات".

يعاني مرضى الأورام في الشمال السوري بسبب استمرار إغلاق معبر باب الهوى
يعاني مرضى الأورام في الشمال السوري بسبب استمرار إغلاق معبر باب الهوى - العربي

فأكثر من 625 جرعة شهريًا تقدم للمرضى، إلا أن عدد المرضى ارتفع من 1200 إلى أكثر من 1500 ونحو 700 جرعة بعد إغلاق المعبر الرابط بين الشمال السوري وتركيا، ما دفع الجهات الطبية للتحرك بحثًا عن حلول عاجلة لإنقاذ حياة المرضى.

ويقول بشير إسماعيل وهو طبيب في مكتب التنسيق الطبي بمعبر باب الهوى: "تسعى إدارة المعبر ومكتب التنسيق الطبي مع الجانب التركي لإيجاد حلول للمرضى العالقين الذين لا يستطيعون الدخول، بالإضافة إلى التنسيق مع السلطات الطبية في المناطق المحررة لإيجاد حل ضمن مناطق شمال غرب سوريا لهؤلاء المرضى".

يعاني المركز الوحيد لعلاج الأروام من غياب أجهزة الأشعة
يعاني المركز الوحيد لعلاج الأروام من غياب أجهزة الأشعة - العربي

وما زالت مقاعد المرضى فارغة منذ 30 يومًا مع استمرار إغلاق المعبر الذي اقتصر عمله على دخول شاحنات المساعدات وخروجها، وظل مغلقًا أمام حركة تنقل الأفراد.

ولطالما كان معبر باب الهوى شريان الحياة للشمال السوري عبر تركيا، لكن كارثة الزلزال قطعت أوصاله وانقطعت سبل الوصول عبره، الأمر الذي بات يهدد حياة آلاف المرضى العالقين، بحسب مراسل "العربي".

واقع مرضى السرطان في الشمال السوري

وفي هذا الإطار، يوضح مدير صحة إدلب زهير القراط، أن الكارثة التي يعاني منها مرضى السرطان كبيرة بعد إغلاق معبر باب الهوى نتيجة الزلزال وتوقف إدخال المرضى عمومًا إلى الجهات والمشافي التركية.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من مدينة إدلب أن 1785 مريضًا بالسرطان توقف علاجهم، 450 منهم كانوا في تركيا تمت إعادتهم إلى سوريا، حيث فقدوا فرصتهم بالعلاج.

وفيما يشير إلى وجود حالات كثيرة وصعبة، لفت القراط إلى غياب الطاقة الاستيعابية لعلاج هذه الحالات، بحيث تُشخص بشكل يومي ثلاث حالات سرطان. مضيفًا أن عدد مرضى السرطان السنوي يصل إلى 1200 مريض فقدوا فرصتهم بالعلاج لأن جلهم يحتاج لعلاج شعاعي، و35% منهم يحتاج إلى علاج بجرعات غير متوفرة بالشمال السوري، فيما يتوفر العلاج لحوالي 35 إلى 40% منهم في شمال غرب سوريا.

ما هي الحلول؟

وبشأن الدعوات لإيجاد حلول لهؤلاء المرضى، يقول القراط: إن "الجهود مع الجانب التركي ما زالت مستمرة لإدخال المرضى إلى ولايات أخرى غير متضررة"، لكنه أشار إلى أنه لم يتم الوصول إلى نتيجة نهائية بهذا الخصوص لأن الكارثة لديهم أكبر بكثير مما هي عليه في شمال غربي سوريا.

ويتابع القراط أن الحلول الأخرى لهذه الأزمة تتمثل في التواصل مع الشركاء المحليين والعالميين والإسلاميين، مشيرًا إلى أنهم على تواصل مباشر مع الهلال القطري والجانب السعودي ومع منظمة الصحة العالمية لإيجاد الحلول البديلة، وشراء الجرعات وتأمينها للمرضى.

ويردف أنهم يعملون على إطلاق حملة تبرعات بالتوازي مع الكثير من الشركاء الفاعلين داخليًا وخارجيًا لشراء جهاز العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان وإدخاله إلى شمال غرب سوريا.

ويفيد القراط بأن وصول الجرعات من الشركاء قد يستغرق أسابيع وأشهرًا، وهذا وقت طويل بالنسبة للمرضى، مشيرًا إلى أنهم يعملون حاليًا مع بعض الجمعيات المحلية وفريق ملهم التطوعي وبعض المتبرعين الأفراد في داخل سوريا لشراء الجرعات الضرورية للمرضى الذين لا يتحملون الانتظار لوقت طويل، مشيرًا إلى أنهم يسعون أيضًا بكل الوسائل المتاحة لإيجاد البدائل الضرورية للحالات التي لا تتحمل التأجيل.

ويخلص مدير صحة إدلب زهير القراط إلى أن إغلاق معبر باب الهوى أثر بشكل كبير جدًا على معظم المرضى الذين كانوا يدخلون تركيا لتلقي العلاج.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close