تشهد الأزمة السودانية تطورًا جديدًا، بعد إعلان قبائل عربية في دارفور غرب السودان انحيازها إلى قوات الدعم السريع لحماية المسار المدني على حد قولها، مطالبين أبناءهم بترك الجيش الذي يسعى لعودة النظام السابق، وفق بيان مصور.
ويخشى من المقطع المتداول لزعماء سبع قبائل عربية منها المسيرية والرزيقات الهبانية في ولاية جنوب دارفور، أن يمهد لصراع عرقي مثل الذي اندلع منذ عام 2033 بين القبائل العربية والحركات المسلحة الإفريقية، بناء على أوامر حينها من الرئيس السابق عمر البشير.
وهي الأحداث التي أدت إلى ظهور الجنجويد وسطوع نجم محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع.
قبائل جنوب دارفور، تعلن إنحيازها التام ووقوفها مع قوات الدعم السريع وهي:ـ البنى هلبه الترجَم الهبانية الفلاتة المسيرية التعايشة ورزيقات جنوب دار فور pic.twitter.com/fbtha8pDZ0
— Hassan Bahar (@HassanB16621695) July 3, 2023
أوردت منظمات إنسانية نقلًا عن شهود عيان أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات واسعة ضد أفراد قبيلة المساليت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، فيما الخشية الآن من أن يتحول الصراع العسكري إلى نزاع عرقي في ولاية جنوب دارفور، وخصوصًا مع سقوط معظم الولاية بيد الدعم السريع خلال الأيام الماضية.
وأشار مراقبون إلى أن القبائل العربية وهي الغالبية المسيطرة لن تسمح بحدوث انشقاق اجتماعي، والخشية أيضًا من أن يرى الجيش السوداني نفسه في مواجهة جبهة واسعة ومتحدة من الدعم السريع وبعض القبائل العربية، وأن يلجأ لتسليح أطراف أخرى لتخوض حربًا بالوكالة عن الجيش السوداني، رغم أن الحركات المسلحة الإفريقية بدارفور أعلنت حيادها منذ بدء الأزمة.
قبائل بدارفور تعلن الانحياز لقوات الدعم السريع، فهل تغير الخطوة موازين القوى بالسودان؟#العربي_اليوم #السودان pic.twitter.com/rRJX5EYHph
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 7, 2023
لكن مصدرًا في الجيش السوداني رأى أن هذا السيناريو مبالغ فيه، وقال إن قوات الدعم السريع التي سارعت الى الترحيب بفيديو زعماء القبائل تبحث عن فرقعات إعلامية، بينما يبحث زعماء القبائل عن مصالحهم الشخصية والتي تلتقي مع مصالح بجلوس قائد الدعم السريع في الوقت الحالي.
لكن الأكيد أن دخول قبائل دارفور بشكل أكثر على خط الصراع العسكري بين الجيش السوداني والدعم السريع ستكون له تداعيات على المشهد السوداني في ظل الوضع الهش في السودان، والذي قد يدفع أطرافًا أخرى إلى تغذية حالة الانقسام القبلي والمناطقي في البلاد.
ويتبادل طرفا الصراع في السودان اتهامات ببدء القتال أولًا في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، معظمهم مدنيون، وما يزيد عن 2 مليون ومئتي ألف نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.