أعلنت الرئاسة التونسية أنّ حوالى 30 ألف حقنة لقاح مضادّ لكوفيد-19 ستصل إلى البلاد الثلاثاء، في شحنة هي الأولى من نوعها.
وأوضحت الرئاسة، في بيان، أن "كمية أولى من لقاحات كوفيد-19 من نوع سبوتنيك-في ستصل من روسيا، عددها 30 ألف جرعة صالحة لـ15 ألف شخص"، نظرًا إلى أنّ اللقاح الروسي يُعطى على جرعتين.
وأضاف البيان أنّ هذه الشحنة "ستعقبها خلال الأسابيع القادمة كمية ثانية تقدّر بـ500 ألف جرعة".
وأوضحت الرئاسة أنّ الحصول على هذه الجرعات تمّ "في ظلّ متابعة يومية من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وبعد جهود دبلوماسية مستمرة لم تنقطع".
في ظلّ متابعة رئيس الجمهورية #قيس_سعيد لمسألة توفير اللقاحات، تصل غدًا 30 ألف جرعة من لقاحات #كوفيد19 من نوع سبوتنيك، ستعقبها 500 ألف جرعة في الأسابيع القادمة، ستوزّع وفق أولويات اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كوفيد19. #TnPR pic.twitter.com/HVQKEq4f5j
— Tunisian Presidency - الرئاسة التونسية (@TnPresidency) March 8, 2021
حملة التلقيح في تونس متأخّرة
من المتوقع أن تطلق الحكومة خلال هذا الأسبوع حملة التلقيح الوطنية التي كان مفترضًا أن تبدأ الشهر الماضي، وكان وزير الصحّة التونسي فوزي مهدي قد أعلن في هذا السياق في وقت سابق الإثنين في البرلمان أنّ حملة التلقيح ستنطلق "في الأيام المقبلة".
وتعدّ تونس البالغ عدد سكانها 11,7 مليون نسمة متخلّفة في حملات التلقيح عن كلّ من المغرب والجزائر اللتين بدأتا هذه الحملات في أواخر يناير/ كانون الثاني باستخدام لقاحي أسترازينيكا/ أكسفورد وسبوتنيك-في.
ففي البداية، أعلنت الحكومة التونسية أنّ البلاد ستتسلّم في منتصف فبراير/ شباط 94 ألف جرعة من لقاح فايزر/ بايونتيك الألماني-الأميركي بالإضافة إلى جرعات أخرى من لقاح أسترازينيكا البريطاني، وذلك في إطار آلية "كوفاكس" التي أنشأتها منظمة الصحّة العالمية لإتاحة اللقاحات للدول منخفضة الدخل؛ لكنّ وصول هذه اللّقاحات تأخّر.
وتأخّر وصول اللقاحات لأنّ الشركات المنتجة لها اشترطت أن يتبنّى البرلمان التونسي أولًا قانونًا تتحمّل الدولة بموجبه المسؤولية عن أي مضاعفات قد يواجهها متلقّو اللقاحات، وأُقرّ هذا القانون في 19 فبراير/ شباط.
وبالإضافة إلى اللّقاح الروسي، تعهّدت الصين في نهاية فبراير/ شباط تقديم 100 ألف جرعة لقاح مضادّ لكوفيد-19 إلى تونس مجانًا.
من جانبها، أعلنت السفارة البريطانية أيضًا الشهر الماضي أنّ أسترازينيكا وقّعت اتفاقية لإنتاج كميات من لقاحها في تونس، من دون أن تحدّد متى سيبدأ ذلك.
لقاحات كورونا "هدية" للمسؤولين التونسيين
وكان قد أثير في مطلع هذا الشهر جدل واسع في تونس، بعد كشف النقاب عن وصول عدد من اللقاحات من دولة خليجية، "لتطعيم كبار المسؤولين والسياسيين".
فقد كشف نواب في البرلمان التونسي أن لقاحات مضادة لفيروس كورونا وصلت لتطعيم مسؤولين كبار في الدولة. لكن رئاسة الجمهورية نفت تطعيم أي شخص من الرئاسة بمن فيهم الرئيس، مشيرة إلى أن ألف جرعة حصلت عليها الرئاسة وجِّهت للطب العسكري.
في المقابل، أوضح مسؤول من الرئاسة أنّ الأخيرة "حصلت على 1000 جرعة تلقيح هدية من الإمارات، ولكن الرئيس قيس سعيّد منحها كلها لصالح الصحة العسكرية"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وبعدما بلغ تفشّي الوباء ذروته في يناير/ كانون الثاني، تواصل تونس تسجيل عشرات الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 يوميًا وبلغت حصيلة كورونا في تونس لغاية اليوم 237,704 إصابات، من بينها 8201 حالة وفاة، منذ بدأ الوباء يتفشّى في هذا البلد في مارس/ آذار من العام الماضي، بحسب البيانات الرسمية.
تخفيف الإجراءات المفروضة في تونس
وتأمل تونس في أن تتمكن من إنقاذ موسم السياحة الصيفي الذي يحمل الأهمية الكبيرة للاقتصاد.
وقد أعلنت السلطات تخفيف قيود مرتبطة بكوفيد-19 منها إجراءات الحجر الصحي للزائرين، وحظر التجول الليلي والسفر بين المدن.
فقد أعلنت وزارة الصحة، الأسبوع الفائت، تخفيف حظر التجول الليلي بدءًا من يوم الإثنين ليكون من الساعة العاشرة مساء، وإلغاء الحجر الصحي الإجباري للزوار الذي يحملون فحصًا سلبيًا لكورونا.
كما ستنهي الحظر المفروض على التنقل بين المدن، وستغلَق المقاهي والمطاعم بدءًا من الثامنة مساء، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه صعوبات اقتصادية كبيرة بموسم اقتصادي صعب آخر.
وانكمش الاقتصاد التونسي العام الماضي 8.8%؛ وهو أكبر انكماش في تاريخ البلاد بسبب آثار الأزمة على قطاعات حيوية مثل السياحة والطيران والتصدير.