بعد انتهاء استشاراته مع الكتل النيابية اللبنانية، سارع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى تقديم تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية ميشال عون.
ولم يبدد ميقاتي وقته لصياغة حكومة جديدة، أو الدخول في مفاوضات الأسماء والحقائب أو المشاورات المطولة التي تستمر أسابيع أو أشهر، بل اكتفى بتبديل بعض الوزراء في الحكومة السابقة.
ورأى الإعلام الموالي لعون بتشكيلة ميقاتي أنها قُدمت لتُرفض، ليفتح بعدها سجال إعلامي بين الرئاستين.
إلى أين يسير المشهد اللبناني؟
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل أسعد بشارة: إن المنظومة في لبنان تعيد صراعاتها على وقع محاولة هندسة التوازنات الداخلية فيما بينها.
وأضاف بشارة في حديث لـ "العربي" من بيروت: إن الانتخابات النيابية الأخيرة أنتجت خسارة هذه المنظومة للأكثرية بفارق بسيط، ولكن تضعضع المعارضة أدى إلى إعادة تسمية ميقاتي.
ومضى بشارة قائلًا: "لم نتفاجأ سوى بالسرعة التي قدم ميقاتي فيها تشكيلة الحكومة، لكنه نزع منها الأساس الخلافي وهو وزارة الطاقة التي تُعتبر الأهم بالنسبة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل".
ولفت بشارة، إلى أن "عون يريد أن يضمن لصهره باسيل بأن يثبت أقدامه في أي حكومة تشكّل من جديد".
ورأى بشارة، أن التيار الوطني الحر لن يتنازل عن وزارة الطاقة من ناحية التعيين، كونها وزارة محورية.
وألمح بشارة إلى "أن المسار يشي بأن هناك استنساخًا للمرحلة الماضية، أي بنفس النهج واستمرار صراع المحاور، وبالتالي ستكون تركيبة الحكومة هي محاصصة وستعطل نفسها بنفسها".