الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بعد تصريحات بايدن.. ما حقيقة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب؟

بعد تصريحات بايدن.. ما حقيقة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب؟

شارك القصة

أكّد البيت الأبيض عدم تخلي أميركا عن إسرائيل ومواصلة إمدادها بالسلاح- غيتي
أكّد البيت الأبيض عدم تخلي أميركا عن إسرائيل ومواصلة إمدادها بالسلاح- غيتي
تشير المواقف المعلنة إلى وجود تباين في الرؤية بين تل أبيب وواشنطن لكن بايدن وإدارته يفرقان بين دعم إسرائيل الراسخ وبين مساندتها حربها.

بعد أن اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بضلوع السلاح الأميركي بجرائم ضد المدنيين في حرب إسرائيل على غزة، وتلويحه بوقف الدعم إذا مضت تل أبيب بعمليتها البرية في رفح، في سابقة هي الأولى بتاريخ الولايات المتحدة، سارع البيت الأبيض إلى التأكيد على عدم تخلي أميركا عن إسرائيل وتواصل امدادها بكل ما تحتاجه من السلاح.

ويتزامن هذا مع تأجيل الخارجية الأميركية تقديم تقريرها للكونغرس حول الانتهاكات التي قامت بها إسرائيل في غزة، مع تأكيدها على مراجعة إمكانية تعليق مزيد من شحنات الأسلحة إلى تل أبيب.

انقسام داخل إسرائيل

في المقابل، يبدو المشهد داخل إسرائيل منقسمًا بين الحُكم ودوائر المعارضة والشارع الغاضب، وتتعالى أصوات تصف فريق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإدارة الفاشلة، بينما يصرّ الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على الذهاب إلى الأقصى بعملية رفح البرية.

كذلك تدعمهما أصوات في الكنيست تدعو لاستخدام أسلحة غير دقيقة لتفجير قطاع غزة مع الإشارة لما نشرته وسائل إعلام أميركية عن قيام مجموعات الضغط الداعمة لإسرائيل بالعمل بشكل منظَّم داخل الكونغرس بشأن ضمان عدم إدانة الإدارة الأميركية لأي إجراء إسرائيلي في رفح.

وتشير المواقف المعلنة إلى وجود تباين في الرؤية بين تل أبيب وواشنطن، مع تفريق الرئيس الأميركي وإدارته بين دعم إسرائيل الراسخ والقوي، وبين الوقوف معها بحرب ضد المدنيين، رغم ما صدر من تصريحات متلاحقة عن البيت الأبيض.

ويشيرُ هذا إلى عدم وجود لوم حقيقي مباشر من واشنطن تجاه إسرائيل التي تسرّب إحدى صحفها الرئيسية "هآرتس" بأن تل أبيب تعتزم تسليم معبر رفح البري لشركة أمنية أميركية بهدف إدارته ومنع حركة حماس من استخدامه للتهريب وجمع الأموال، وفق الصحيفة.

تصريحات بايدن "لا تقدم جديدًا"

وتعليقًا على اعتراف بايدن باستخدام إسرائيل أسلحة أميركية في قتل مدنيين في غزة، يشير كبير الباحثين في المعهد الذهبي للاستراتيجية الدولية ماثيو برودسكي إلى أن "الرئيس بايدن هو متقدم في السن ولا يتوخى الحذر"، لافتًا إلى أن "تصريحه الأخير هو مثال على ذلك". 

وفي حديث إلى "العربي" من ولاية مينيسوتا الأميركية، يقول برودسكي: "إن ما يتحدث عنه بايدن ليس وحيًا وليس شيئًا جديدًا، لأن أميركا ترسل السلاح إلى شريكها وهو سيقتل عند استخدامه لهذا السلاح".

تجاهل قتل المدنيين في غزة

من جهته، يشير نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق جيم تاونسيند إلى تجاهل وقوع ضحايا في صفوف المدنيين في غزة، مما سبب سخطًا عالميًا.

وفي حديث إلى "العربي" من واشنطن، يقول تاونسيند: "يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل لفهم أن ما قام به نتنياهو قد أضرّ بإسرائيل نفسها".

كما يعتبر أن ذلك سيفضي إلى هزيمة نتنياهو إستراتيجيًا. ويضيف: "أعتقد أنه يجب علينا أن نفهم ما سيجري بعد أن تضع الحرب أوزارها".  

"إسرائيل تتعامل مع الإدارة الأميركية كموظفين"

من جانبه، يلفت رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة إلى أن جيش الاحتلال لا يميز بين المدنيين والعسكريين، أو الرجال والنساء والأطفال في غزة، ويرتكب جرائم حرب يومية دون أي اعتبارات إنسانية. 

وفي حديثه إلى "العربي" من يافا، يعتبر أبو شحادة أن إسرائيل استقبلت تصريحات بايدن بـ"وقاحتها المعهودة"، حيث يتعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراؤه مع الإدارة الأميركية كموظفين لدى إسرائيل وعليهم أن يقولوا ما يقوله الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

كما يشير أبو شحادة إلى وجود "نقاش جدي حقيقي كبير" داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث أن الخلاف لا يكمن في البعد الإنساني للقضية، بل في كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية.

ويعتقد أن الوزيرين بيني غانتس وأيزنكوت يسعيان إلى جعل الخطاب مع الولايات المتحدة أكثر مسؤولية واحترامًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close