دافع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الأربعاء عن توقيع حكومته اتفاقية نفطية مع شركة "إيني" الإيطالية، بعد جدل أثارته بشأنها عدة جهات محلية بينها وزارة النفط.
وفي كلمته خلال جلسة لمجلس الوزراء في مدينة الجميل، قال الدبيبة: "اليوم أوجه الحديث لكل أبناء الشعب الليبي لتقديم صورة واضحة وواقعية عن الإنجاز الذي تم بتوقيع ليبيا مع إيطاليا الاتفاقية النفطية".
التوقيع جاء بعد مفاوضات ماراثونية
وأشار الدبيبة، إلى أن "الاتفاقية وقعت في الأساس منذ 2008، وما قمنا به هو العمل على إعادة تفعيلها بعد تأخر تنفيذها"، لافتًا إلى أن "هذا التأخير ترتبت عليه التزامات على الطرفين والتوقيع جاء بعد مفاوضات ماراثونية".
وأوضح أن البلاد "في أمسّ الحاجة لإعادة تفعيل مشروعات الغاز وتطويرها بشكل عاجل، لأن التأخر سيسبب نقصًا في القدرة على إنتاج الغاز".
رئيسة وزراء #إيطاليا تزور #ليبيا لبحث قضايا الأمن والهجرة#العربي_اليوم تقرير: عبد الناصر خالد pic.twitter.com/pI93FvUG24
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 29, 2023
كما ذكر أن "التأخر في تنفيذ هذا المشروع يعني أن ليبيا ستتحول عام 2027 من دولة مصدرة للغاز إلى مستوردة له".
وأردف الدبيبة أن "المشروع سيضخ استثمارات في ليبيا بـ8 مليارات دولار، وهو ما لم تشهده البلاد منذ ربع قرن".
وبعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى ليبيا واجتماعها مع الدبيبة، وقّع البلدان السبت الماضي، اتفاقية شراكة لتطوير حقلي الوفاء والسلام لإنتاج الغاز الطبيعي، بهدف ضخ 59 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة الطاقة الإيطالية "إيني".
وتعد إيطاليا الشريك الاقتصادي الأكبر لليبيا بحجم تبادل تجاري يصل إلى 15 مليار دولار، وهي تمهّد لمرحلة جديدة من التعاون مع طرابلس.
غير قانونية
وعقب التوقيع قالت وزارة النفط بحكومة الوحدة في بيان: إن "الاتفاقية تمت بطريقة مخالفة للتشريعات القانونية المنصوص عليها في قانون النفط وقانون تأسيس المؤسسة".
وقبل التوقيع بيوم، أصدر فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب بيانًا وصف فيه الصفقة بـ"الغامضة"، قائلًا: "إنها تقضي بزيادة حصة الشريك الأجنبي (إيني) وتقليص حصة الشريك الوطني (مؤسسة النفط)".
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الليبية صالح المبروك تعقيبًا على تصريحات الدبيبة: إن "الهجوم على الاتفاق الليبي الإيطالي يحمل أبعادًا سياسية قبل أن تكون اقتصادية".
وأوضح المبروك، في حديث سابق لـ"العربي"، أن "مهاجمي الاتفاق يستهدفون ما حصلت عليه حكومة الدبيبة من اعتراف بشرعيتها لدى إيطاليا وهي دولة فاعلة في أوروبا".
وعن فوائد الاتفاق الاقتصادية للطرفين، ذكر المبروك أن ليبيا "بحاجة لضخ أموال كثيرة في قطاع النفط وإيطاليا تريد الحفاظ على تدفقات الغاز إليها، كي لا تتأثر بالحرب الروسية الأوكرانية".