طلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف"السماح" من عائلة الضابط السابق في الحرس الثوري الراحل قاسم سليماني، بعدما "جرح مشاعرها" تسريب تسجيل صوتي له يتحدث فيه عن دور سليماني في السياسة الخارجية لإيران.
وأثار التسجيل، الذي نشرته وسائل إعلام خارج إيران يوم الأحد الماضي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني. وجاء نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي.
ويمتد التسجيل لثلاث ساعات، ويتحدث فيه وزير الخارجية عن دور أدّاه سليماني، الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، وأن الميدان العسكري يحتل الأولوية على حساب الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية.
وقال ظريف في التسجيل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "في الجمهورية الإسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم، لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية".
وكانت زينب ابنة قاسم سليماني، نشرت عبر حسابها على تويتر الثلاثاء الماضي، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020، مرفقة إياها بتعليق "الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية".
هزینه میدان برای دیپلماسی ...#برای_خدا_و_مردم#جریان_تحریف pic.twitter.com/i3utxBLrU5
— Zeinab soleimany | زینب سلیمانی (@znb_soleimany) April 27, 2021
من ظريف إلى "شعب إيران العظيم"
وكتب ظريف في منشور عبر حسابه على أنستغرام اليوم، أن هذا التسجيل "جرح المشاعر الصادقة" لمحبي قاسم سليماني وعائلته، "خصوصًا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي".
وأضاف: "لقد سامحتُ كل من أعتقد أنه اتهمني، وآمل أن يسامحني أيضًا شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار (لقب الضباط الكبار في الحرس)، وخصوصًا عائلة سليماني النبيلة".
ويحظى سليماني بمكانة عالية في إيران خصوصًا بعد اغتياله. وهو تولى لأعوام طويلة قيادة قوة القدس في الحرس الثوري الموكلة بالعمليات الخارجية، ويعد من أبرز مهندسي السياسية الإقليمية لإيران.
وأكد ظريف الذي يشغل منصبه منذ 2013، أن الملاحظات التي أدلى بها "لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه" لسليماني، مضيفًا: "لكن لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علنًا، بالتأكيد لما كنت قلتها".
"مؤامرة" تسريب التسجيل
وطلبت حكومة الرئيس روحاني التحقيق في "مؤامرة" تسريب التسجيل. واعتبر روحاني أن بعض ما تم نشره من آراء لظريف "طبيعي، لكن بعضها ليست رأي الحكومة أو الرئيس"، مضيفًا: "أي وزير أو مسؤول يمكن أن تكون له آراء، ويرغب في أن تبقى طي الكتمان من أجل المستقبل".
وأفادت وكالة "إرنا" الخميس الماضي، أن حسام الدين آشنا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية، الذي يعد مقرّبًا من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز.
وكان ظريف أبدى الأسبوع الماضي أسفه لتحول تصريحاته المسربة إلى "اقتتال داخلي" في إيران، مؤكدًا طبيعة العلاقة الوثيقة التي جمعته باللواء الراحل قاسم سليماني.
وشدد ظريف على أن الفكرة الأساسية من حديثه كانت تقديره وجود حاجة إلى "تعديل ذكي" في العلاقة بين الميدان العسكري والدبلوماسية في إيران.