Skip to main content

بعد حظره لعامين.. العراق يستأنف زراعة الأرز بسلالة جديدة توفر المياه

الإثنين 22 يوليو 2024
سمحت الحكومة العراقية بزراعة الأرز للموسم الحالي 2024 في خمس محافظات منها النجف- إكس

استأنف العراق زراعة الأرز بعد توقف دام عامين فرضته ندرة المياه. ويختبر المزارعون سلالة جديدة من الأرز تستهلك مياهًا أقل مقارنة بالسلالات المزروعة بالطرق التقليدية.

وبحسب وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري، فقد خصّص العراق 150 كيلومترًا مربعًا لزراعة الأرز هذا الموسم ويتوقع إنتاجًا قدره 150 ألف طن. 

كما كشف مسؤولون أن المياه أكثر وفرة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء والفيضانات ووعود بتدفق المزيد من المياه من تركيا.

ويأتي ذلك بعد حظر الإنتاج لمدة عامين، والذي شهد زراعة ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات مربعة فقط من الأرز سنويًا لغرض استخراج البذور، وسط أزمة مياه يقول خبراء إنها مرتبطة بالسدود التي بنتها تركيا وإيران عند المنبع وانخفاض هطول الأمطار وعوامل أخرى مرتبطة بتغير المناخ.

العراق بلد مستورد للأرز والقمح

ويعد العراق أحد أكبر عشرة مستوردين للأرز والقمح في العالم، وذلك لدعم برنامج ضخم لحصص الغذاء مستمر منذ عهد صدام حسين.

وبعد أن كان العراق يزرع معظم إنتاجه من الأرز ويصدّر القمح والشعير قبل عقود، وكان في وقت من الأوقات أكبر مصدر للتمور في العالم إلى أن أضرت ملوحة التربة وسوء أنظمة الري والجفاف وصراع على مدى عقود بقطاعه الزراعي، تحوّل العراق لمشتر رئيسي في الأسواق العالمية.

وتحتاج البلاد إلى استيراد نحو 1.25 مليون طن من الأرز هذا العام لتلبية الطلب المحلي، وهو نفس مستوى العام الماضي، بحسب مسؤولين في مجلس الحبوب. 

سلالة هجينة

وعادة ما تبدأ زراعة الأرز في العراق في يونيو/ حزيران وتنتهي بالحصاد في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويزرع العراق عدة أنواع من الأرز، أشهرها أرز العنبر المعروف برائحته ونكهته الفريدتين.

تحوّل العراق لمشتر رئيسي للأرز في الأسواق العالمية بعد أن كان يزرع معظم إنتاجه- إكس

وتمكّن علماء الزراعة العراقيون من تطوير سلالة جديدة من الأرز أطلق عليها اسم (الغري)، وهي هجينة من صنفي العنبر والياسمين ويمكن زراعتها باستخدام الرشاشات الثابتة دون الحاجة للغمر. 

وهذا الموسم، زُرعت هذه السلالة على نطاق صغير تجريبي بعد تجربتها في محطة أبحاث المشخاب العام الماضي.

خطط لاعتماد أساليب ري حديثة

وقال الجبوري في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن هناك خططًا للتوسع في زراعتها في المواسم المقبلة. وتسعى الحكومة إلى تحول القطاع من أسلوب الري التقليدي الذي يتضمن غمر المحصول بالمياه إلى استخدام أنظمة الري الثابتة وآلات البذر الميكانيكية.

وأوضح الجبوري أن المزارعين الذين يعتمدون أساليب زراعة حديثة مثل أنظمة الرش سيحصلون على حوافز مشابهة للدعم المقدم لإنتاج القمح ومنها رفع أسعار منتجاتهم.

وسمحت الحكومة بزراعة الأرز للموسم الحالي 2024 في خمس محافظات هي النجف والديوانية والمثنى وذي قار وبابل، وخصصت الحصة الأكبر للنجف.

زارعة 37% من الأراضي الزراعية

وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، محسن عبد الأمير، إنه تسنت زراعة نحو 80 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية في المحافظة، أي ما يمثل نحو 37% من إجمالي الأراضي الزراعية المخصصة في عموم البلاد. وتشمل الأصناف المزروعة أرز العنبر والياسمين والفرات.

وأضاف عبد الأمير أن موسم الزراعة في محافظة النجف بدأ في منتصف شهر يونيو/ حزيران.

واعتبرت لجنة الزراعة والمياه والأهوار في مجلس النواب العراقي أن هطول الأمطار في الشتاء الماضي، وتعهدات أنقرة بالسماح بتدفق المزيد من المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا، مكّنت من استئناف زراعة الأرز.

ونقلت وكالة "رويترز" عن النائب حسين مردان نائب رئيس اللجنة قوله: "إنه سيكون هناك توسع في الأراضي الزراعية خلال السنوات المقبلة من خلال اعتماد طرق الري بالتنقيط للأرز، والخاضعة للدراسة حاليًا، وإن من المحتمل أن تصل رقعته الزراعية إلى 1000 كيلومتر مربع". 

المصادر:
وكالات
شارك القصة