الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد سقوط مدينته.. "أسد هرات" يستسلم لطالبان

بعد سقوط مدينته.. "أسد هرات" يستسلم لطالبان

شارك القصة

اسماعيل خان
قام إسماعيل خان بتسليم نفسه لطالبان على الرغم من تعهده باستمرار المقاومة (غيتي- أرشيف)
بعد أن بسط سيطرته لعقود في منطقة هرات في غرب أفغانستان، قام إسماعيل خان بتسليم نفسه لمسلحي حركة طالبان.

مرّ شهر على تعهّد إسماعيل خان أحد أبرز أمراء الحرب في أفغانستان المعروف بلقب "أسد هرات" بالصمود في وجه طالبان ومقاتلتها، داعيًا السكان للالتحاق بالمعركة. لكنّ هرات سقطت، وزعيمها سلّم نفسه لمسلحي طالبان.

وكان اسماعيل خان البالغ 75 عامًا، قد بسط سيطرته ونفوذه لعقود في هرات الواقعة في غرب أفغانستان، وتعدّ ثالث أكبر مدنها فيما يزيد قربها من إيران من أهميتها الاستراتيجية. وشاب الغموض مصير الرجل لساعات بعد سقوط المدينة الخميس، في ختام حصار فرضته طالبان.

سلّم نفسه

وسرعان ما أعلنت الحركة أنّ إسماعيل خان سلّم نفسه وأنّه في أمان. ثم أوضح المتحدث باسمها جمال ناصر حبيبي أنّه جرى التوصل لاتفاق وأنّه "سيعاد لمقرّ إقامته".

كما نشرت طالبان مقطع فيديو لأمير الحرب القديم، قال فيه "يجب أن يعاملوا الناس معاملة حسنة ويجب أن يقابلهم الناس بمشاعر طيبة حتى يتمكنوا من عيش حياة مزدهرة معًا".

وأضاف "نأمل في أن يوفّر جميع إخواننا أجواء سلمية وإنهاء هذا القتال وأن يعود السلام والاستقرار إلى أفغانستان".

وأنزلت مجموعة من الحركة العلم الأفغاني عن مقرّ الشرطة بعد وقت قليل على سقوط هرات، وجلس بعضهم على غطاء عربة همفي عسكرية تركتها القوات الحكومية خلفها، وابتسم أحدهم للكاميرا وهو يحمل قاذفة على كتفه.

وفي المحيط، بدت حركة السيارات والدراجات الهوائية طبيعية، فيما راية طالبان البيضاء ترفرف فوق إحدى الدراجات العابرة.

طالبان تستولي على كل شيء

وعلى غرار ما حصل في مدن أخرى سيطرت طالبان عليها، بررت السلطات الانسحاب بتجنب حمام الدم بين المدنيين.

وكان مسؤول أمني رفيع المستوى أفاد وكالة فرانس برس بأنّ طالبان "استولت على كل شيء" في المدينة، موضحًا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب نحو قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة بهدف "تجنب إحداث إضرار إضافية في المدينة".

وسطرت ميليشيا إسماعيل خان الضخمة سلسلة نجاحات في وجه طالبان مع سيطرة الحركة على الحكم في بداية التسعينيات. ولكنّه اضطر عام 1995 إلى الفرار نحو إيران برفقة مئات من مؤيديه بعد انشقاق أحد حلفائه عنه.

الأسد العجوز

وفي وقت لاحق، أسرت طالبان إسماعيل خان لنحو عامين أثناء استعداده للعودة وقيادة حركة تمرّد. لكنّه نجح في الفرار من السجن عام 1999، وكان طليقًا إبّان الغزو الأميركي عام 2001.

وقبل شهر من الآن، بدا الأسد العجوز واثقًا من نفسه، إذ قال للصحافة "سنكون قريبًا في الخطوط الأمامية، وسنبدّل المعطيات بعون الله". وأضاف "أتمنى أن يختار رجال هرات ونساؤها مساندة جبهة المقاومة دفاعا عن حريتهم وكرامتهم".

وبينما حمّل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع سريعاً، حثّ العسكريين على إظهار الحزم، و"كافة القوات الأمنية على التصدي بشجاعة".

واستولت طالبان ليلًا على قندهار، ثاني مدن البلاد مع اقترابها من كابول. وصارت تسيطر حاليًا على قطاعات كبيرة في شمال البلاد وغربها وجنوبها.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة