تعصف أزمات نفسية وعقلية بآلاف الإسرائيليين بعد أكثر من شهرين من عملية طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول.
فقد أفادت شبكة "بي بي سي" في 7 ديسمبر/ كانون الأول، بأن آلاف الشبان الناجين من مهرجان نوفا الموسيقي في إسرائيل يواجهون تحديات كبيرة في مجال الصحة العقلية بعد شهرين من هجوم حماس في 7 من أكتوبر/ تشرين الأول.
السلطات تستعين بمحللين نفسيين متطوعين
وباتت خدمات الصحة النفسية عاجزة عن التعامل مع الصدمات الجماعية في إسرائيل، ما دفع السلطات إلى الاستعانة بمتطوعين.
وقالت المحللة النفسية والمحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس أوفريت شابيرا بيرمان: "يدعم ما يصل إلى 500 محلل نفسي متطوع عائلات القتلى والجرحى والأسرى المحتجزين. الأوضاع ليست جيدة، فحالة الصحة النفسية للجميع تزداد سوءًا"، وفق ما أفادت شبكة "سي إن إن" في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وكشفت دراسة لجامعة حيفا أن 60% من الإسرائيليين الذين ليسوا في أول دائرتين لضحايا الحرب أصيبوا بما يسمى بـ "اضطراب الكرب الحاد" الذي يمثل تطورًا لاضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب عاطفي ونفسي ناجم عن التعرض لحدث مرعب تعرضًا مباشرًا.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أشارت محررة الدراسة في جامعة حيفا الدكتورة سفيتلانا باسيليانسكي إلى أن النسبة المرتفعة لمن يعانون اضطراب الكرب الحاد نتيجة للحرب الحالية الأعلى بين جميع العمليات والحروب الماضية في إسرائيل.
تأثر الدائرة الثالثة لضحايا الحرب
وأكدت الدراسة الإسرائيلية أن أعداد المصابين من الدائرة الثالثة مرتفعة على نحو غير مسبوق ولم تُسجل في دول شهدت حروبًا مماثلة.
فعدد قليل جدًا من الأبحاث التي أجريت حول العالم، والتي بحثت في مجموعات في حالة حرب أو في حالات متطرفة، وصلت إلى هذه النسبة العالية في مجموعة من الدائرة الثالثة، بحسب دراسة جامعة حيفا التي نقلت تفاصيلها صحيفة "يديعوت أحرنوت" في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
كما كشفت دراسة مماثلة لمركز دراسات الانتحار والألم النفسي في إسرائيل ارتفاع معدلات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بين الإسرائيليين من 16% قبل الحرب إلى 30% بعدها، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".
كما ارتفعت معدلات الاكتئاب والقلق كثيرًا لتصل إلى ما يقرب من 45% بعد الحرب، بحسب الصحيفة.