كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن قوات النظام اعتقلت 98 لاجئًا أجبروا على العودة إلى بلادهم من لبنان خلال الشهر الأخير.
وأشارت الشبكة في تقريرها لشهر أبريل/ نيسان عن المدنيين الذين تم اعتقالهم من قبل أطراف النزاع في سوريا إلى أن قوات النظام اعتقلت 98 مدنيًا، بينهم طفل وامرأتان، بعد إجبارهم على العودة من معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان.
"لم يشاركوا في أيّ أعمال تشكل جريمة"
وأكدت الشبكة أن نظام بشار الأسد لم يقدم أي تبرير لاعتقال الأشخاص، لافتةً إلى أن معظم المعتقلين لم يشاركوا في أي "أعمال تشكل جريمة ضد النظام".
كما أوضحت أن الجيش اللبناني نفذ حملات مداهمة واعتقال تستهدف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث تم نقل اللاجئين إلى مراكز احتجاز تابعة لقوات النظام بعد ترحيلهم من لبنان، بحسب الشبكة.
وذكرت أنه لا يزال هناك نحو من 135 ألفًا و638 شخصًا معتقلين اعتقالًا تعسفيًا أو يعدون من المفقودين.
ولفتت الشبكة السورية، في تقريرها لشهر أبريل إلى رصد عمليات اعتقال استهدفت لاجئين تم إعادتهم قسريًا من لبنان في منطقة الحدود السورية اللبنانية عند معبر المصنع الحدودي، بعد قيام الجيش اللبناني بحملات دهم واعتقال استهدفت اللاجئين السوريين في لبنان، وترحيلهم إلى الحدود السورية اللبنانية، واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، منهم نحو 880 ألفًا مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت العام الماضي أن عمليات الترحيل تعد "انتهاكًا واضحًا" من لبنان للقانون الدولي، بموجب مبدأ "عدم الإعادة القسرية"، الذي يمنع الدول من إعادة أي شخص قسرًا إلى بلد يحتمل أن يتعرض فيه للاضطهاد.
"العودة الآمنة غير متوفرة"
واليوم الخميس، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي إن اللاجئين يضيفون ضغوطًا على الاقتصاد المنهار في بلادهم، وإن أغلب سوريا آمنة الآن بما يكفي لهم للعودة لبلادهم، حسب قوله.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس خلال زيارة إلى بيروت.
وأعلنت المسؤولة الأوروبية عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعمًا "لاستقرار" لبنان، معوّلة على "تعاون" السلطات لمكافحة عمليات تهريب اللاجئين التي شهدت ازديادًا في الآونة الأخيرة باتجاه قبرص.
ومنذ توسع رقعة الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، سعت بعض الدول المضيفة إلى طرد اللاجئين، متذرّعة بنهاية نسبية للأعمال العدائية، إلا أن كثيرًا من المنظمات الحقوقية بما فيها الأمم المتحدة تؤكد أن العودة الآمنة غير متوفرة الآن بسبب عدم نهاية الحرب هناك.
وتقول الأمم المتحدة إن سوريا لا تزال خطرة بشكل لا يسمح بعودة اللاجئين إليها. وعندما أعادت السلطات اللبنانية بعض السوريين قسرًا العام الماضي تعرضوا للاعتقال والتجنيد الإجباري.